"خشرة العيد والجمعات".. فرحة تتجدد في كل عام تلامس مشاعر وقلوب أهالي حائل

"خشرة العيد والجمعات".. فرحة تتجدد في كل عام تلامس مشاعر وقلوب أهالي حائل

عاداتٌ وتقاليد تَوارثها أهالي المنطقة من الآباء والأجداد.. والوجبات مقياس لمهارة ربات البيوت
تم النشر في

مشاعر من الفرح والسرور تتزاحم في أرجاء منطقة حائل صباح يوم عيد الفطر المبارك، الذي يرسم البسمة على محيا الكبار والصغار من الأهالي، تخالطها مشاعر الحب لهذه الأرض المباركة من مقيمي المنطقة ليلتقوا في محيط واحد تغمرهم البهجة الفرح التي خيمت عليهم منذ الإعلان عن رؤية هلال العيد.

وفي ليلة العيد تعود لنا العادات والتقاليد التي توارثها أهالي المنطقة من الآباء والأجداد؛ بحيث يقومون بالاحتفال بما يسمى "خشرة العيد"؛ حيث يجتمع النساء والأطفال في أحد المنازل بكل فرح يتناولون الأكلات الشعبية الخفيفة والحلويات والمكسرات؛ فيما تستعد ربات البيوت لطهي والإعداد لمائدة العيد والتي تتكون من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها حائل خاصة الكبسة مع اللحم والتي تزين بالفقع والقرصان والخضار لتتميز وجباتهم بإضافة النكهات الجميلة وتعتبر مقياسًا لمدى مهارة ربة البيت في الطهي، وهو ما تتنافس وتحرص عليه ربات البيوت لتقديم أفضل "عيد".

وما إن تنتهي صلاة العيد حتى تتحول أحياء حائل، في صباح العيد، إلى عائلة واحدة بعد أن لبسوا أفضل الملابس، ويبدأ أهالي الأحياء صغيرهم وكبيرهم في جو أخوي تسوده المحبة بالتجمع في الشوارع وبجانب المساجد ووسط الحارات لتبادل التهاني وإظهار الفرح والابتهاج بعيد الفطر السعيد، يجتمعون معًا في صور تؤكد عمق الترابط والتآخي والتلاحم والحب والوفاء في أحياء وميادين المنطقة، مسترجعين عادات العيد القديمة بحائل وتقديم القهوة والشاي والتمر والحلويات.

بعد ذلك تبدأ العائلات بإخراج وجبة "العيد" إلى مقر تجمع أهالي الحي ويتناول إفطار العيد ويشاركهم كل من تصادف مروره بالشارع من عابري السبيل والمقيمين؛ بحيث يتناول الجميع من كل الأصناف بطابع التنقل من صحن إلى آخر بين البوادي والموائد، على خلاف الطرق التقليدية لضمان تذوق جميع أطعمة نساء أهالي الحي؛ فيما تجتمع نساء الحي داخل أحد المنازل الذي تقام عنده مائدة العيد، لتبادل التهاني وتناول طعام العيد.

وفي أيام العيد تتملك الصغار والكبار الفرحةُ، وهي فرصة كبيرة لتلاقي الأقارب والناس، معيدين بذلك تراث المنطقة وطابعها في الفرح بحلول العيد.. ولا تخلو حائل في تلك الأيام من إحياء الموروث الشعبي؛ حيث تخصص الفِرَق الشعبية أيامًا لإظهار الفرح من خلال الأهازيج والألوان الشعبية التي تشتهر بها المنطقة في المناسبات مثل العرضة والسامري وغيرها.

وتُعد هذه العادات جزءًا من المشاهد الأصيلة في الأحياء القديمة وما زالت في الأحياء الحديثة بكل ألفة ومحبة اجتماعية تنتقل من جيل إلى آخر، ولا يزال سكان حائل يحافظون على هذه العادات القديمة، ويتمسكون بها؛ لأنها مظهر من مظاهر العيد التي لا يمكن الابتعاد عنها.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org