نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، في إجراء عملية دقيقة والمراجع في وضعية الجلوس، تم فيها استئصال ورم نشأ بين عنق الدماغ ومراكز الوعي، ومتداخل مع الخلايا بحجرة الدماغ الثالثة، وتسبب الورم في جملة أعراض حادة، تفاقمت مع مرور الوقت وانتهت به إلى ملازمة العناية المركزة.
وقال د. ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب، رئيس الفريق الطبي المعالج: إن معاناة مراجع "خمسيني" بدأت بأعراض كالصداع والدوار، قبل أن تبدأ في التطور ويصاب بالحول والزغللة، ومن ثم فقدان القدرة على المشي والنوم، تم إدخاله للعناية بأحد المستشفيات، وحُول إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب، وفور وصوله خَضع لفحوصات طبية دقيقة وكاملة على الدماغ، كالتصوير المقطعي المحوسب SCAN CT، الرنين المغناطيسي MRI، وأظهرت النتائج وجود ورم بين عنق الدماغ ومراكز الوعي، ومتداخل مع الخلايا بحجرة الدماغ الثالثة، ومتصل بشبكات شريانية ووريدية كبيرة، وضاغط على مراكز الحركة والوعي والتنفس والأوردة والشرايين المهمة في عنق الدماغ.
وأضاف د.مسعود أن الحالة تم عرضها مع المعطيات التي قدمتها الفحوصات، على استشاريي القلب والتخدير، لتقييمها، وفي النهاية توصل الفريق الطبي لخطة علاجية، وأخضع المراجع لعملية دقيقة، وهو في وضعية الجلوس، تم الدخول بفتحة خلف الجمجمة، مع استخدام تقنيتي المايكروسكوب ومراقبة الأعصاب أثناء العملية، والوصول إلى موضع الورم الذي كان قد بدأ في النزف، بين الدماغ وغشاء المخيخ، وجرى فصله عن الأعضاء الحساسة الملاصقة له بدقة فائقة، ومن ثم إزالة الورم بالكامل مع المحافظة على سلامة المراكز الحيوية المحيطة والأوعية الدموية، كما تم زرع أنبوب لتصريف السائل الدماغي، بعد انسداده بفعل الورم، واستمرت العملية لمدة "7" ساعات متصلة، وتكللت جهود الفريق الطبي ولله الحمد بالنجاح التام، بعدها تم التحقق من علاماته الحيوية وتحريره من التنفس الصناعي، ونُقل إلى العناية المركزة التي بقي بها لمدة "5" أيام تحسنت خلالها حالته، فحُول إلى غرفة التنويم حيث أمضى قيد العناية الطبية الحثيثة "5" أيام أخرى، استعاد خلالها القدرة على المشي، كما تراجعت حدة الأعراض الأخرى، مع العلاج الطبيعي والرعاية الطبية الحثيثة، ثم غادر المستشفى على قدميه بحالة صحية جسدية ونفسية جيدة، ولاحقًا تخلص من كافة الأعراض، ولم يصب بأي مضاعفات عصبية، ووصف د. مسعود الحالة بالمعقدة، مضيفًا أن نجاحها يؤكد كفاءة وتمرس الفريق الطبي والإمكانيات والتجهيزات المتقدمة التي يحظى بها المستشفى.