تواصل انتشار أشجار المسكيت "الشوك الأمريكي" في منطقة جازان، وأغلقت مجرى وادي بيش شمال المنطقة في ظل تحذيرات من انتشار هذا النوع من الأشجار على عدة مستويات.
وحذّر مواطنون من مغبة استمرار انتشار أشجار المسكيت بكثافة في مجرى وادي بيش، متوقعين أن يتسبب في تحويل جزء كبير من المياه إلى القرى المجاورة حال الفيضان أو وصول مياه سيول ما بعد السد إلى ذلك المجرى بعد جسر وادي بيش؛ مطالبين بسرعة اقتلاعها.
ويُنظر لهذه الشجرة الشائكة بوصفها آفة تهدد النباتات من قِبَل المتخصصين أو خبيثة من قِبَل المزارعين؛ لأسباب عديدة، وفي تقرير سابق نشرته "سبق" قال الدكتور يحيى بن سليمان مسرحي الأكاديمي المتخصص في البيئة النباتية: هذه الشجيرات تسمى "بروسوبس" أو "مسكيت"، والاسم العلمي Prosopis juliflora من الفصيلة البقولية (ذات فصيلة السلم والسمر) وموطنها الأساسي أمريكا الجنوبية وخصوصًا المكسيك.
وأضاف: "ومن هناك جلبت لبعض دول إفريقيا والشرق الأوسط خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية، وكان الغرض من جلبها استخدام خشبها أو زراعتها كسياج للمزارع؛ إلا أن هذه الشجيرات كانت ذات تكيف عال مع الظروف الجافة، وجذورها تنمو بمعدل كبير ومتعمق للوصول للماء في أعماق التربة (خصوصًا إن كان منسوب الماء الجوفي قريبًا)، وبسبب هذا التكيف العالي مع ظروف الجفاف فقد انتشرت بكثرة.
وتابع: "ومع الإنتاج العالي للبذور أصبحت تَنبت في كل مكان من تهامة تقريبًا، وهكذا أضحت آفة تهدد النباتات البرية المحلية؛ لأنها تنافسها على مصادر التربة (وأهمها الماء).. إضافة إلى أنها ذات أشواك ونموها الكثيف في مكان ما يزعج ويقلل من جهود نزعها، كما أن بذورها سامة عند تناولها بكثرة من قِبَل المواشي".
وبيّن: "إضافة إلى ذلك، وبسبب إزهارها طوال العام تقريبًا؛ فإنها تعتبر من العوامل المساعدة في انتشار الملاريا؛ وذلك لأن البعوض في فترات الجفاف (في الأحوال الطبيعية) لا يجد مصدر غذاء دائم (السكر بشكل أساسي)، فمع أن الإناث تمتص الدماء من الثدييات؛ إلا أن ذلك للحاجة لهذه الدماء لإنتاج البيض، أما السكر (من المصادر النباتية) فتقبل عليه الإناث والذكور لتوفير الطاقة للبعوض لبقية الأنشطة الحيوية".
وأردف: "وفي فترات الجفاف تموت أعداد كبيرة من البعوض بسبب نقص مصادر السكر؛ لكن في البيئات التي ينتشر فيها "البروسوبس" فالبعوض يجد مصدرًا دائمًا للسكر من رحيق أزهار هذا النبات، وبالتالي تسهم هذه الشجيرات في أمد بقاء البعوض لفترات الجفاف، وهكذا تدعم شجيرات "البروسوبس" انتشار وتكاثر البعوض وما ينقله من أمراض".