
تحرص الجزائر التي تستضيف القمة العربية رقم 31 في الأول من نوفمبر المقبل، على تحقيق عدد من الأهداف التي تصب في صالح التوافق والتضامن العربي - العربي، والتوصل على حلول سريعة وناجعة للقضايا العربية، بداية من القضية الفلسطينية، وعودة سوريا إلى اجتماعات القمة العربية، ووقف التدخل الأجنبي في الشأن العربي، وعودة الاستقرار والهدوء إلى سوريا والعراق واليمن وليبيا، وغيرها من الملفات الشائكة.
وتُعقد القمة في ظروف عالمية وعربية وإقليمية وُصفت بأنها بالغة التعقيد، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة القمة على إيجاد حلول للقضايا العربية والإقليمية العالقة، وقدرتها على تجاوز التحديات والظروف المعقدة، التي تشهدها المنطقة العربية، فضلاً عن وضع عالمي مضطرب؛ بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها وأزمة الطاقة.
وتحرص قمة الجزائر ضمن فعالياتها التي تستمر يومين، على معالجة قضايا العرب الساخنة، عبر 3 مسارات، يركز المسار الأول على الجوانب الأمنية للأمة العربية، وما تشهده من وضع معقد في الأرضي الليبية، والأزمة اليمنية، والأوضاع في سوريا والسودان والصومال. تلك الأوضاع تأخذ شكل النزاع الأمني المسلح.
ويتناول المستوى الثاني معالجة الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع في العراق، وليبيا، ولبنان وأزمة الفراغ الدستوري في تلك المناطق، بالإضافة إلى المستوى الثالث الذي يتعلق بالقضية الفلسطينية، وضرورة إيجاد حلول لها، بعد فترة طويلة من الجمود والانتظار.
وتحاول الجزائر معالجة الملفات العربية مجتمعة، عن طريق الحلول السلمية، بما فيما القضية الفلسطينية، وستدعو إلى إحياء مبادرة السلام العربية 2002، باعتبارها حلاً لقيام دولة فلسطين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وسعت الجزائر بكل الطرق إلى عودة سوريا لمقعدها في القمة العربية، بصفتها دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية، غير أن دمشق قررت عدم المشاركة، وهو ما فُسر على أنه خطوة إيجابية جاءت لرفع الحرج عن الجزائر التي تسعى لجمع كل العرب على طاولة واحدة.
وتتحرك الجزائر لتحقيق التوافق العربي ـ العربي، معتمدة على تجاربها السباقة في معالجة العديد من الملفات الشائكة عن طريق الحل السلمي، فضلاً عن تجربتها في محاربة الإرهاب بين عامي 1990-1999، إلى جانب اتفاقية السلام التي وُقعت في الجزائر سنة 2000، بين إثيوبيا وإريتريا، وأيضاً دور الدبلوماسية الجزائرية خلال الحرب الأهلية في لبنان التي دامت 25 عاماً من 1975 إلى 1989 التي انتهت بالتوقيع على اتفاق الطائف في السعودية، وهي المبادرة التي لعب فيها المبعوث الأممي والسفير الجزائري الأسبق لخضر الإبراهيمي دوراً مهماً.
ويدرك القادة العرب جدية وأهمية الطروحات التي تقدمها الجزائر، ومبادراتها التي تعد فرصاً حقيقية وسترة نجاة العرب للخروج من العديد من الأزمات الأمنية الكبرى"، وفي المقابل، تبدو الدول العربية بحاجة لتوحيد الصفوف والأهداف والبرامج، وتبنّي مبادرات لمّ الشمل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.