نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، في إنقاذ حياة مريض عمره "28 سنة" بعد إجراء عملية معقدة، لإزالة ورم دبقي منخفض الدرجة low grade glioma، في الفص الأيسر من المخ، وجرت الجراحة والمريض بحالة يقظة ووعي تام، مع مراقبة مستمرة لوظائف النطق.
وقال د. ديفيد حسنين برو استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، رئيس الفريق الطبي المعالج، أن المريض راجع المستشفى بعد إصابته بنوبة صرع حادة لأول مرة في حياته، مضيفاً أنه خضع فور وصوله إلى المستشفى لعدة فحوصات طبية دقيقة، أبرزها الرنين المغناطيسي، حيث أظهرت صورة الأشعة وجود ورم دبقي منخفض الدرجة بحجم 124 مل، في الفص الأيسر من المخ، وتحديداً في مركز النطق، وهذا حجم كبير جداً بمقاييس أورام المخ.
وأوضح د. حسنين أن الفريق الطبي أجرى للمريض عملية دقيقة استمرت "5" ساعات، وتم فيها إزالة الورم بدقة عالية وهو في حالة يقظة تامة، ومع مراقبة مستمرة لوظائف النطق عبر الحديث مع المريض وجعله يسمي الأشياء، بالإضافة الى مراقبة الحركة عبر جهاز مراقبة الأعصاب المتطور، وتكللت جهود الفريق الطبي ولله الحمد بالنجاح، إذ أن العملية سارت وفق الخطة العلاجية المرسومة، رغم التعقيدات والصعوبات التي اتسمت بها، لأنها تطلبت ابقاء المريض يقظاً طيلة التدخل الطبي، بالإضافة إلى أن الأورام الدبقية المنخفضة الدرجة لا يمكن تمييزها نظرياً من الدماغ السليم، مثلما يكون الحال على الرنين المغناطيسي، وبالتالي فإن حدود الاستئصال لا تكون واضحة، مع العلم أنه يجب استئصال أكبر قدر ممكن لإزالة الضغط عن المنطقة المتضررة، وإنهاء الأعراض الناتجة عنه.
ولفت إلى أن نجاح هذه العملية الكبيرة والمعقدة امتداد للنجاحات الكبيرة التي ظل يحققها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، وتأكيد على الإمكانيات الكبيرة التي يحظى بها، كما أن نجاح العملية جنب المريض الكثير من التبعات الوخيمة، إذ أن استمرار تضخم الورم وتزايد الضغط على المخ، كان على الأغلب سيؤدي إلى الشلل، ثم إلى فقدان الوعي، ثم الموت لا قدر الله.