أجمع الأكاديميون المشاركون في ندوة "التاريخ المنسي: دور الرواية في التأريخ الاجتماعي"، التي أقيمت مساء اليوم (الخميس)، في معرض الرياض الدولي للكتاب، على أن الرواية السعودية ساهمت بدور ملموس في التأريخ الاجتماعي للمملكة.
وأوضحوا أن كتابة الرواية التاريخية في بداياتها تأثرت بكتب التاريخ، ولم تهتم بالنواحي الفنية في تكوين النص، وبيّنوا أن الروايات التي صدرت في إطار مبادرة دارة الملك عبدالعزيز "تاريخنا قصة"؛ ساهمت في تعزيز الهوية الوطنية السعودية.
فمن جانبه، أوضح الدكتور معجب العدواني، أن بداية كتابة الرواية التاريخية تأثرت بما يكتب في كتب التاريخ، وكانت تنقل الحدث دون جوانب إبداعية، فقد كان الروائي والسارد في الرواية مقيدين، وكان يعتقدان أن عليهما كتابة ما حدث، ولم يكن ذلك صحيحاً.
وأضاف الدكتور "العدواني" أن الرواية التاريخية بدأت في التخلي عن السارد المقيد، وأصبح السارد حراً، ويتولى إحداث تغييرات في الأحداث، بعيداً عن التوثيق.
وأشار "العدواني" إلى أن بعض الروائيين السعوديين استعاروا شخصيات تاريخية، ولم يأخذوها بمظاهرها التاريخية، وإنما عبروا من خلالها عن الواقع الذي واكبوه.
من جانبها، بيّنت الدكتورة حصة المفرح، أن مبادرة دارة الملك عبدالعزيز "تاريخنا قصة"، ساهمت في تعزيز الهوية الوطنية السعودية، والروايات الصادرة في إطار المبادرة، روايات جيدة، وما زالت المبادرة تستقطب العديد من الكتاب.
وأضافت المفرح أن الروايات الصادرة في إطار المبادرة استدعت تاريخ المملكة، من خلال طرائق مختلفة في السرد، وما ميز كل رواية عن الأخرى انطلاقها من زاوية مختلفة، فرواية "دموع الرمل" لشتيوي الغيثي انطلقت من سردية البداوة في تاريخ نجد خلال فترة الحكم العثماني، ورواية "الجساس" لعبير الرمال تنطلق أيضاً من سردية البداوة، وتتحدث عن "جبير"، الذي نشأ في مكة المكرمة وتخلى عنه والده، وعاني من حياة العبودية وتحرر منها بالانتقال إلى الدولة السعودية، ورواية "نجم الشمال" انطلقت من سردية البداوة، لكنها جاءت كمذكرات لأحد المستشرقين، فانبثقت من فكرة علاقة الرواية التاريخية بالتاريخ.
من جهته، قال الدكتور علي زعلة: "إن الرواية السعودية في فترة الثمانينات لم تكن بعيدة عن الأحداث، التي شهدها العالم في هذه الفترة، حيث انعكست على التجارب التي تناولتها الرواية"، مضيفاً: "أن المملكة في هذه الفترة شهدت مظاهر فترة الرفاه وقد تجلى هذا الحراك في الأعمال الروائية".
وأشار الدكتور زعلة إلى أن الرواية السعودية نشأت خلال حقبة الثلاثينات، ومن هذه الحقبة إلى فترة الثمانينات صدرت 30 رواية، فيما صدر خلال فترة الثمانينات 70 رواية، ما يبرهن على نضج الرواية السعودية في هذه الفترة.
وبيّن "زعلة" أن الروائيين السعوديين كانوا مشغولين في هذه الحقبة مشغولين في برصد ما يموج به المجتمع السعودي من أحداث وتحولات، وهو ما يعني أن الرواية السعودية أرّخت لأحداث المملكة في هذه الحقبة.
وأضاف في الندوة التي أدارها حسين الضو، أن الرواية السعودية في حقبة الثمانينات، تحدثت عن تعليم المرأة وعملها، وحركة الابتعاث التي شهدت قفزة خلال عقد الثمانينات وغيرها من مظاهر التاريخ الاجتماعي.