تشكل المملكة عنصراً رئيسياً وحيوياً في الممر الاقتصادي الجديد، والذي يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وذلك انطلاقاً من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب ودورها الريادي عالمياً كمصدر موثوق للطاقة، وما تمتلكه من ميزات تنافسية تجعل من مشاركتها في هذا المشروع محورية لإنجاحه.
سيسهم الممر الاقتصادي في ضمان أمن الطاقة العالمي، وسيعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين، كما يهدف المشروع إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.
جاء إعلان المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية الهند، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية فرنسا، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وجمهورية إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، عن توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممر اقتصادي جديد يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، ليمهد الطريق أمام مشروع عملاق يحقق مصالح المملكة المشتركة، ويعزز الترابط الاقتصادي مع شركائها من الدول الأخرى، وبما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد العالمي بصورة عامة.
من المنتظر أن يسهم هذا المشروع في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل سككاً حديدية وربطاً للموانئ لزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية ومد خطوط وأنابيب لنقل الكهرباء والهيدروجين؛ لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي، بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية.
كما سيعمل المشروع على تعزيز التكامل الاقتصادي والمساهمة في توفير فرص عمل جديدة ونوعية بما يحقق مكاسب طويلة الأمد على امتداد الممرات الجديدة العابرة للحدود.
يتألف المشروع من ممرين منفصلين هما "الممر الشرقي" الذي يربط الهند مع الخليج العربي، و"الممر الشمالي" الذي يربط الخليج بأوروبا، ووفق خرائط أولية غير رسمية، فإن الممر الشرقي يبدأ من موانئ الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يشق طريقه داخل السعودية عبر خطة سكة حديد تعبر الأردن، ثم يستكمل الممر طريقه إلى أوروبا بحراً حتى اليونان.
وسيعمل المشاركون على تقييم إمكانية تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف؛ لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية؛ لكونه جزءاً من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودمج جوانب الحفاظ على البيئة في المبادرة.
قال سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: إن الممر الاقتصادي سيوفر فرص عمل طويلة الأمد، موضحاً: "الممر الاقتصادي سيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا"، مبيناً أن الممر الاقتصادي سيسهم في ضمان أمن الطاقة العالمي، وسيعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين، وتابع: "الممر الاقتصادي سيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي مودي: إن الممر سيعطي اتجاهاً جديداً للاتصال والتنمية المستدامة للعالم بأسره، فيما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الإطلاق بأنه "صفقة كبيرة"، مؤكداً أن المرء سوف يسمع عبارة الممر الاقتصادي في كثير من الأحيان في العقد المقبل.