نظمت اللجنة الإعلامية لمجموعة العشرين (G20) في مسرح وكالة الأنباء السعودية بمدينة الرياض، الأحد، الملتقى التعريفي الأول للإعلاميين، بمناسبة استضافة المملكة لمجموعة العشرين التي بدأت في 1 ديسمبر 2019 وتستمر حتى نهاية نوفمبر 2020م.
وتفصيلاً، جاء ذلك بحضور وزير الإعلام رئيس اللجنة الإعلامية الأستاذ تركي بن عبدالله الشبانة، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء (الشربا السعودي) لمجموعة العشرين الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، والمستشار بالديوان الملكي الأمين العام للأمانة السعودية لمجموعة العشرين الدكتور فهد بن عبدالله تونسي، والأمين العام للجنة الإعلامية لمجموعة العشرين الدكتور فهد بن حسن آل عقران، وعدد من أصحاب المعالي والمسؤولين.
وبدأت فعاليات الملتقى بفيلم تعريفي حول مجموعة العشرين التي تضم قادة أكبر الاقتصادات المتقدمة والناشئة في العالم، وتشكيل الدول الأعضاء في المجموعة التي تبلغ مجتمعة 80 % من الناتج الاقتصادي العالمي وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والاجتماعية والاقتصادية على مدار العام.
وألقى وزير الإعلام رئيس اللجنة الإعلامية الأستاذ تركي بن عبدالله الشبانة، كلمة أعرب خلالها عن سعادته في هذا اللقاء التعريفي وقال :" أيها الإخوة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - أعدت المملكة برنامجاً متكاملاً لضمان نجاح هذا الحدث العالمي الذي سيقام في المملكة تحت شعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، وذلك لمعالجة القضايا الحالية والمستجدة والتصدي لتحديات المستقبل".
وأوضح الوزير "الشبانة" أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين تأتي مع تحول تاريخي في ظل رؤية المملكة 2030 للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، مؤكداً أن القمة التي ستستضيفها الرياض في 21 – 22 نوفمبر 2020 ستسهم في طرح القضايا التي تهم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مفيداً أن اللجنة الإعلامية أعدت خطة إستراتيجية كاملة لسنة رئاسة المملكة لمجموعة العشرين واجتماعاتهم القادمة، وتقديم جميع التسهيلات للوفود الإعلامية من الدول الأعضاء والإعلام المحلي لتغطية ما يزيد عن 135 اجتماعاً ومؤتمراً، ويمثل ذلك في إنشاء مراكز إعلامية مصاحبة وتسجيل الإعلاميين الدوليين والمحليين لحضور المناسبات المختلفة، إضافة إلى توفير كل سبل الدعم والتسهيلات التقنية والفنية لهم، كما سيتم إنشاء مركز إعلامي دولي متزامن مع القمة القادمة في نوفمبر 2020 يتسع لما يقارب 10 آلاف إعلامي.
وبين وزير الإعلام أن الخطة تشمل تنفيذ باقة من الأعمال الإعلامية بدأ من البرامج المتخصصة والانتهاء بالتغطيات المباشرة إضافة إلى إنتاج مواد إعلامية مفتوحة المصدر وبلغات مختلفة لتكون متاحة للإعلاميين من مختلف أنحاء العالم وتوفير مواد تخدم الإعلام والتطبيقات والوسائل المختلفة المطبوعة والمرئية والمسموعة والإعلام الجديد، إضافة إلى مجموعة من المبادرات الخلاقة التي توظف هذا الحدث بما يليق بهذا الحدث العالمي، مبيناً أن تنفيذ هذه الأعمال يتم من خلال الاستفادة من كيانات وزارة الإعلام وهيئاتها المختلفة إضافة إلى سلسلة من الشراكات الإستراتيجية مع الوزارات والجهات ذات العلاقة محلياً وإقليمياً ودولياً.
وقال مخاطباً الإعلاميين:" نلتقي بكم اليوم لتعزيز الشراكة الإعلامية وتوحيد الجهود بين وسائل الإعلام المحلية والدولية لإظهار الصورة الحقيقية للمملكة العربية السعودية للعالم أجمع وما وصلت إليه من تقدم وازدهار في جميع المجالات، وأن هذه المناسبة العالمية التي تقام بالمملكة لهي جديرة بشراكتكم الفاعلية نظير ما تملكون من أدوات مهمة في عالم أصبح للإعلام والإعلاميين فيه دور كبير ومؤثر، مؤكداً أن اللجنة الإعلامية ووزارة الإعلام سيقدمون كل ما يحتاجه الإعلاميون من معلومات ودعم كامل للقيام بالدور الإعلامي وإيصال الرسالة الإعلامية بشكل احترافي ومهني.
وألقى وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، (الشربا) السعودي لمجموعة العشرين الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، كلمة تحدث فيها عن بدايات المجموعة التي تكونت عام 1974 لمواجهة أزمة تخلي الدولار عن تغطية الذهب وأصبحت أزمة عالمية أجبرت الدول المتقدمة الخمس وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان إلى تكوين مجموعة الخمس، وعقب سنتين انضمت لها اليابان وإيطاليا وأصبحت مجموعة السبع المعروفة، وفي عام 1990 حين الأزمة الآسيوية أدركت مجموعة السبع أنه لا يمكن تطبيق الأزمات المالية دون مشاركة من الدول الناشئة، لذا أسست مجموعة العشرين، وكان ذلك على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية وكان اجتماعاتها تضم مناقشات رفيعة المستوى عن القضايا المالية الكلية.
وأفاد الدكتور المبارك أن عام 2008 بعد الأزمة العالمية الكبرى رُفع مستوى تمثيل المجموعة لتُعقد على مستوى قادة الدول الأعضاء، والمملكة كانت عضواً منذ العام 1999 حتى وقتنا الحاضر وتقود هذا العام التجمع الاقتصادي العالمي.
وقال:" في البداية كانت القضايا مالية ونقدية ولكن بعد أن تم توسيع المجموعة إلى القيادة أضيف برنامج متكامل وهو ما يسمى "الشربا" وهو مصطلح جرى تبنيه من قبل مجموعة الخمس ومجموعة السبع ومجموعة العشرين ويقصد به الدليل من المناطق المحلية في الهملايا في نيبال لقيادة المتسلقين للوصول إلى القمة، إذ "الشربا" هو ممثل القادة لإدارة العملية والوصول إلى قمة القادة في اجتماع الخير".
وأضاف :" إن مجموعة العشرين قامت بدور رائع ومهم جداً، وإن كان غير ملموس مباشرة، إلا أن تأثيره كان عالمياً ومهماً حيث بدأت بتنسيق لتجاوز الأزمة العالمية والحد من انتشارها من خلال حزمة مالية تجاوزت أكثر من 2 ترليون دولار، وتم تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية على مستوى الأعضاء وعلى مستوى المنظمات الدولية، إضافة إلى تأسيس مجلس الاستقرار المالي الذي قام بعدد كبير من التشريعات لرفع متانة المصارف والمؤسسات المالية التي استطاعت أن تتفادى الكثير من الأزمات المالية وإقرار اتفاقية التبادل الضريبي بين الدول حيث أصبحت الشركات عالمية وتعمل في كل الدول ولكن كثير منها يتهرب من دفع الضرائب، وكان ذلك يتطلب تعاوناً دولياً لمتابعة هذه الشركات على أن تدفع ضرائبها للدول المستحقة لذلك وهذا العمل يتطلب تجمعاً دولياً، وأقر هدف "رزبن" وهو الحد الفارق ما بين الفرص المتاحة وتوظيف المرأة والرجل وتقليصه بمعدل 25% بحلول عام 2025، وبدأت جميع الدول والمملكة تتجاوب مع هذا الهدف، وإطلاق نظام معلومات الأسواق الزراعية وإنشاء المركز العالمي للبنية التحتية ودعم جهود محاربة الآيبولا وغيرها، مبيناً أن المملكة ستواصل تقديم الكثير من المخرجات هذا العام للبناء على ما سبق وتقديم برنامج طموح.
وبين أن الاقتصاد العالمي يمر الآن بفترة معقدة ونوع من الضبابية على الرغم من تحسن النمو الاقتصادي العالمي منذ الأزمة المالية في العام 2008 إلا أن لهذا تباطؤ على مدى السنوات الماضية مع أنه كان هناك عدد من الفرص المتاحة التي يمكن أن تسهم في ارتفاع الاقتصاد العالمي في العام 2020، إلا أن هناك عدداً من التحديات والمخاطر التي توقف هذا النمو كتقلبات الأسواق المالية، والتحديات البيئية والتغيرات الديمغرافية والاضطرابات التي قد تصاحب التقنيات الواعدة.
وأفاد الدكتور المبارك بأن عام 2020 يمثل بداية عقد جديد، ويتبقى 10 أعوام لتحقيق رؤية المملكة 2030، مؤكداً أن أهداف الرؤية وأهداف مجموعة العشرين متوافقة إلى حد كبير تصل إلى أكثر من 82%.
وأردف:" خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين ستكون نظرتنا طموحة حيث سنركز على فرص وتحديات القرن الحادي والعشرين، وليس فقط الفرص والتحديات الملحة الحالية، كما سنعمل على تحقيق نتائج ملموسة للعالم أجمع، وسيكون بتعاون مع أعضاء المجموعة والتواصل مع جميع الأطراف ذات العلاقة مثل الدول غير الأعضاء والمنظمات الدولية وممثلي المجتمع المدني، وذلك بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع فقد طورنا برنامج رئاسة المملكة بشكل شمولي ومتكامل، وقمنا بعمل بحوث مكثفة ومتعمقة في جميع المواضيع، وتباحثنا مع المنظمات الدولية والإقليمية ومراكز الفكر والخبراء وممثلي مجموعات التواصل على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي حول التحديات التي تواجه العالم والحلول التي يمكن للمجتمع الدولي تبنيه والتعامل معها، كما قمنا بالتشاور مع جميع أعضاء المجموعة وشركائنا في هذا المشوار حول هذه المواضيع ورصدنا ما يفوق 180 مبادرة وتحدي يواجه العالم.
وأوضح :" بتوجيهات من سمو ولي العهد اخترنا هدفاً آمناً لجميع برامج رئاسة المملكة لمجموعة العشرين وهو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع وهنا النظرة بعيدة المدى والنظرة الشمولية لجميع القطاعات، وسيتم تنفيذ هذا الهدف العام الشامل من خلال ثلاث محاور الأول تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الجميع، وبخاصة النساء والشباب من العيش والعمل وتحقيق الازدهار، والمحور الثاني الحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة، فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة البيئة، والمحور الثالث تشكيل آفاق جدية من خلال تبني إستراتيجيات جريئة وطويلة المدة لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.
وبيّن أن مجموعة العشرين تمثل تقريباً 80% من الاقتصاد العالمي، واعتادت دول الرئاسة في دعوة دول أخرى تشارك في هذه الاجتماعات وبالتالي قامت المملكة بدعوة إسبانيا وسنغافورة وسويسرا والأردن كدول، كما قامت بدعوة الدول التي ترأس المنظمات الإقليمية مثل الإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيساً لمجلس التعاون لدول الخليج العربية هذا العام، وفيتنام بصفتها رئيسة لرابطة دول جنوب شرق أسيا، والسنغال بصفتها رئيساً للشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا، وجنوب إفريقيا بصفتها رئيساً للاتحاد الأفريقي، إضافة إلى صندوق النقد العربي والبنك الإسلامي للتنمية، وبهذا تزيد التغطية عن 90% من الاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد المستشار بالديوان الملكي الأمين العام للأمانة السعودية لمجموعة العشرين الدكتور فهد بن عبدالله تونسي خلال كلمته، أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين أمر يدعو للفخر الكبير، وأن رئيس مجموعة العشرين في كل عام هو الدولة التي ستحدد أجندة هذه المجموعة، وهي الدولة التي ستحدد أولويات وأهداف هذه المجموعة، وبشكل أو بآخر تقود السياسات العالمية في سنة الرئاسة نحو ما تراه هذه الدولة فيما يؤدي إلى مصلحة العالم ومصلحة المنطقة.
وأشار إلى أهمية معرفة كل أبناء المملكة مفهوم مجموعة العشرين، ومعنى أن تقود المملكة مجموعة العشرين، والدور القيادي للمملكة هذا العام التي تتوافق مع الكثير من الإنجازات في المملكة.
وأفاد الدكتور تونسي بأن دور رئاسة المملكة لمجموعة العشرين بدأ من 20 ديسمبر 2019، حيث عُقد في الرياض عدد كبير من الاجتماعات دون وجود الإعلاميين، مبيناً أن مجموعة العشرين لديها بروتكولات خاصة بها وأن كل نوع من أنواع الاجتماعات له حضور معين.
ودعا الأمين العام للأمانة السعودية لمجموعة العشرين، الإعلاميين إلى بذل الجهد لفهم آليات عمل مجموعة العشرين للقيام بتغطيات إعلامية متميزة تعكس الحدث وتوصل المعلومة لجميع فئات المجتمع السعودي.
عقب ذلك، قدم الأمين العام للجنة الإعلامية لمجموعة العشرين الدكتور فهد بن حسن آل عقران عرض اللجنة الإعلامية متناولاً المؤمل من الإعلاميين في التغطية والمتمثلة في الحرية والإبداع والعمل المشترك، وخطوات التغطيات الإعلامية، وبماذا تختلف هذه المناسبة عن غيرها، والشركاء الإعلاميين.
وقال الدكتور "آل عقران" :" إن مناسبة مجموعة العشرين تختلف عن جميع المناسبات، ولدينا ما يقارب 130 مناسبة بدأت من 1 ديسمبر، مفيداً أن جزءاً من بروتوكول المناسبة عدم تغطيتها إعلامياً كونها مغلقة وهناك مناسبات أخرى سيتاح للإعلاميين تغطيتها.
وأكد أهمية تسجيل الإعلاميين مبكراً في المناسبات التي ستعلن لتغطيتها كون وجود الإعلاميين السعوديين مهماً خاصةً عندما يلتقي الإعلاميون السعوديون بالأجانب كون المملكة ولله الحمد تفخر بقامات إعلامية متميزة، منوهاً بالشراكة الإعلامية بين الأمانة العامة للجنة الإعلامية والإعلاميين.