
أوضح الدكتور ماجد العبدلي، استشاري طب المخ والأعصاب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر والأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن مرض الشقيقة (الصداع النصفي) مرض مزمن يتميز بنوبات متكررة محددة بأعراض عصبية قد تؤدي إلى العجز، وهو مرض غير وراثي، لكن تزداد نسبة احتمالية الإصابة به في حال إصابة أحد الوالدين به.
وتناول الدكتور العبدلي، أسباب الشقيقة حيث أوضح أنها مجموعة أسباب أساسها تحفيز الشبكة العصبية الشريانية التي ينشأ منها انتشار الإشارات العصبية في قشرة الدماغ المسببة لبعض الأعراض منها الألم والهالات البصرية.
ولفت خلال لقاء ديوانية الأطباء بالخبر في لقائها الــ 82 بعنوان (الشقيقة أكثر من صداع)، مساء أمس، إلى أن هذا المرض يصيب امرأة من كل ٥ نساء، ورجلاً من كل ١٦ رجلاً، وطفلاً من كل ١١ طفلاً، أيضا من بين ٤ منازل يوجد منزل به مصاب بمرض الشقيقة، حسب الدراسات المحكمة الحديثة، وبحسب دراسة استطلاعية أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية لفترة طويلة تم استنتاج أن تكلفة إجمالي مراجعات المريض الواحد للمستشفيات من عيادات وطوارئ تقدر بـ ١١ ألف دولار دون أي تدخل علاجي وقائي وهي تكلفة باهظة جداً إذا تم أخذ العدد الكبير المصاب بالمرض.
وقال استشاري طب المخ والأعصاب، يوجد كثير من الدراسات التي أسهمت في تغيير مفهوم المرض لدى العامة والكثير منها أسهم في اكتشافات طبية جوهرية ساعدت على اكتشاف وتصنيع الأدوية الجديدة لأمراض الصداع النصفي، مبيناً أن الدراسات الحديثة في المملكة والخليج مقاربة للدراسات العالمية في نسب معدل الانتشار.
وطمأن الدكتور العبدلي، المرضى بأن معظم الأدوية الجديدة (مضادات سي جي آر بي) فعالة جداً وقد يصل نسبة التحسن الى ما فوق ٨٥%، وفيما يخص التطرق للأطفال المصابين بمرض الشقيقة؛ كون المرض أيضاً يصيب عدداً كبيراً من الأطفال، هناك دراسة تجرى حالياً تعنى بالنظر في أحد الأدوية الوقائية المستخدمة لفئة الكبار، وبانتظار نتائج الدراسة التي مقرر لها النشر في منتصف العام المقبل ٢٠٢٤، إلا أن تحسين نمط الحياة وممارسة الرياضة هما عنصران أساسيان في الخطة العلاجية قبل الخطة الدوائية، حيث ذكر أن غياب الوعي المجتمعي وعدم الذهاب الى طبيب الأعصاب المختص ليتم التشخيص الصحيح ومن بعده العلاج هي أبرز المعوقات التي تواجههم للحد من انتشار المرض.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد كشفت في إحصائية لها 2021 - 2022م وجود قرابة مليار و٢٠٠ مليون مصاب بمرض الشقيقة (الصداع النصفي) على مستوى العالم، فيما وجدت الدراسات العالمية الجديدة، من ضمنها دراسات في المملكة، أن نسبة معدل انتشار المرض هو من ١٢ إلى ٢٦%.
وبحسب تصنيف المنظمة، فإن مرض الشقيقة (الصداع النصفي) يعتبر ثاني مرض مسبب للإعاقة بعد أمراض آلام أسفل الظهر، وثالث أكثر مرض كمعدل انتشار في العالم.