تواكب متغيرات إيجابية تتيح حل الأزمات.. ما أهمية القمة العربية في جدة؟

دور محوري للسعودية في تحريك نزاعات المنطقة
تواكب متغيرات إيجابية تتيح حل الأزمات.. ما أهمية القمة العربية في جدة؟
تم النشر في

جامعة الدول العربية هي بيت العرب، ومنذ تأسيسها في مارس عام 1945م لعبت الجامعة دوراً مهماً في بلورة قرارات الدول العربية وتوحيد مواقفها إزاء التحديات، التي كانت تواجهها على مدى 78 عامًا، عُقدت خلالها 43 قمة عربية، 31 منها قمم عادية و12 قمم استثنائية، وتعد الدورة الـ٣٢ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي تُعقد في مدينة جدة السعودية، امتداداً للنهج نفسه، الذي تسعى فيه الدول العربية إلى توحيد مواقفها حيال التحديات، التي تواجهها وإيجاد حلول لها.

وتكتسب القمة العربية في جدة أهمية بالغة من توفر مجموعة من العوامل والمتغيرات الإيجابية، التي تتيح إيجاد الدول العربية حلولاً لعدد من النزاعات والتحديات، التي تؤثر على أمنها واستقرارها خلال العقد الماضي، وفي صدارة هذه العوامل الإيجابية اتفاق السعودية وإيران برعاية الصين على استئناف علاقاتهما الدبوماسية، وهو تطور يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، ويتيح فرصة ثمينة لحل الأزمات الإقليمية، خصوصاً الأزمة اليمنية، والأزمة السورية، اللتان تؤثران سلباً على الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.

ومن العوامل الإيجابية أيضاً، التي تواكب انعقاد القمة العربية في جدة، تهيؤ الظروف لاستعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ومثلما ساهمت المملكة باتفاقها مع إيران على استئناف العلاقات على إنهاء أحد النزاعات الأساسية التي كانت تؤثر على النظام الإقليمي، فقد ساهمت بدور محوري في إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، على أرضية تقديم حلول ناجعة تنهي أبعاد الأزمة السورية، ومن بينها مشكلة اللاجئين، ويتيح إعادة سوريا إلى الجامعة العربية الفرصة للم الشمل العربي، وإرسال رسالة إلى العالم بأن العرب جميعاً يعملون معاً.

لقد فرض تفجر الأزمة السودانية في أبريل الماضي نفسه على جدول أعمال القمة العربية في جدة؛ رغم ذلك، فإن إقناع المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، للطرفين المتحاربين في السودان بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإتاحة الفرصة لهما للقاء في جدة، ثم توصلهما إلى التوقيع على "إعلان جدة"، الذي نص على الالتزام بحماية المدنيين في السودان، تُعد تطورات إيجابية مهمة يمكن البناء عليها، في حل الأزمة السودانية، ومنع إطالتها، وإسهام المملكة في إقناع طرفي النزاع السوداني بخيار التفاوض وما تمخض عنه إلى الآن، يمثل عاملاً إيجابياً يتيح أن تخرج قمة جدة بقرارات فعّالة في مواجهة التحديات الحالية التي يواجهها العرب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org