في كل عام يحتفي العرب باليوم العالمي للغة العربية مثل بقية الأيام العالمية التي يحتفي بها العالم، كيوم المعلم، ويوم الحب، ويوم الأم.. إلى آخره. وهناك ملتقيات ومؤتمرات، تقوم بها بعض المؤسسات المعنية باللغة العربية. ولغتنا الأم تكتسب أهمية عظيمة؛ كونها لغة القرآن التي يقرؤها نحو مليارَي مسلم، ويتحدث بها العرب الذين يتجاوز تعدادهم ثلاثمائة مليون. وعلى الرغم من احتلال اللغة العربية مركزًا متقدمًا بين لغات العالم إلا أنه من المؤلم أن نجد العرب يلهثون خلف اللغة الأولى في العالم تاركين وراءهم لغتهم العظيمة التي تحتاج حاليًا إلى دعم أبنائها أكثر من أي وقت مضى؛ فلولاها لما أجادوا أية لغة أجنبية أخرى.
السؤال الذي يشغل البال دائمًا: متى ستكون اللغة العربية في المركز الأول عالميًّا؟ وكيف يستطيع العرب الوصول بلغتهم إلى هذا المركز؟
نحن - للأسف - عندما ندخل مطعمًا ما، ونطلب لائحة الطعام بمعناها العربي، سنجد المستقبِل، أو مقدِّم الطعام،أو (الجرسون) لا يعرف ما هو المطلوب منه، بينما إذا سمع كلمة (مينيو) سيرحِّب، ويهش ويبش؛ وسيركض لتلبية الطلب! كما أن ضيوف المطعم من العرب لا ينادون الطاهي أو مقدِّم الطعام باسمه العربي، بل ينادونه باسم(الجرسون). فكيف استطاعت اللغات الأخرى غزونا؟ ومَن سمح لها بالحضور الطاغي في بلادنا، مقابل غياب تام للغتنا العربية؟
إنَّ دخول مفردات أجنبية في أية لغة يُضعف من قوتها؛ وبالتالي تتعرض للاعتداء من اللغات الوافدة؛ لذا نجد في بعض دول العالم يتجاهلون مَن يحدثهم بغير لغتهم، ولا يردون عليهم؛ ليحافظوا على مكانة لغتهم، ويحفظونها من الضياع.. فعلينا التنبه إلى أن الشعوب تموت بموت اللغة؛ فعندما ينقص عدد المتحدثين بلغة ما فإن ذلك سيؤدي إلى فقدان اللغة الأم قيمتها؛ وبالتالي يموت الشعب المتحدث بها، ويحيا في ظل اللغات الأخرى.