كشف استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في جدة، الدكتور نبيل بن محمد براشا؛ عن نجاحه وزملائه في تحقيق أمنية سيدة بحلم الإنجاب بعد عقم دام 11 عامًا، بعد توفيقٍ من الله، ثم بمساعدة الفريق الطبي المشرف على الحالة وعلى رأسهم استشاري الأجنّة والجينات وعمليات الحقن المجهري الدكتور أحمد متولي.
وقال "براشا": تم تحقيق حلم السيدة بعد عدة محاولات للتشخيص والعلاج، وجهود كبيرة استغرقت عامًا كاملًا عبر تقنية التلقيح المجهري التشخيصي، التي تعدّ إحدى الطرق الجديدة لعلاج مثل هذه الحالات، وتعتبر مفتاحًا لعلاج كثير من الحالات الميؤوس من إنجابها حتى باستخدام التقنيات المختلفة للإخصاب المساعد.
وأضاف: يرجع السبب في حالة البويضة الفارغة إلى وجود خلل جيني في الكروموسومات تكون فيه الطبقة الحامية لنواة البويضة مفقودة، ويؤدي ذلك لعدم التمكن من رؤية النواة لتبخّرها واختفائها سريعًا بعد عملية سحب البويضات، ويحدث هذا الخلل نتيجة لسبب غير معروف، وقد يحدث لدى السيدات الشابات؛ حيث إنه ليس له علاقة مباشرة بتقدم العمر ولا بنقص مخزون المبيض، وهي مشكلة صحّيّة قد تنشأ أثناء عمليات الإخصاب خارج الرحم؛ حيث لا يتمكّن الطبيب من الحصول على بويضة من الجريبات الناضجة، رغم إخضاع المرأة لإجراءات تنشيط الإباضة، وبرغم ارتفاع طبيعي لهرمون الاستروجين الذي يدلّ على التبويض.
وأردف استشاري العقم وأطفال الأنابيب: عادة تتم دراسة حالة السيدة من كل الجوانب، وتقييم أسباب فشل عمليات الإنجاب المساعدة، وبعدها يتمّ وضع خطة علاجية وعمل تلقيح مجهري تشخيصي، يتم فيها خفض ضغط اجهزة سحب البويضات إلى مستويات منخفضة جدًّا، وبعدها حفظ السائل المستخرج من الحويصلات في مواد خاصة تحافظ على النواة الأساسية للبويضة برغم عدم وجود جدار طبيعي يحفظها، وعمل تلقيح مجهري للنواة بدقة عالية، وضمان عدم تأثر النواة، ويتم تكرار العملية إلى وصول مرحلة الحصول على الأجنّة، وإلى أن تنجح محاولات الحمل عند السيدة.
وأشار إلى نشر ورقة طبية وبحث في مجلة زايجوت، التي تعتبر من أقوى المراجع الطبية في تخصص التلقيح المجهري.
وكانت المواطنة "أم محمد" تعاني من عدم القدرة على الحمل بالشكل الطبيعي، واستعانت بالطرق المساعدة بعد الاقتناع بفكرة الحقن المجهري؛ إذ جاءت جميع فحوصاتها سليمة في إمكانية إجراء الحقن المجهري، وعندما أتمّت أول عملية تم إبلاغها بأنها مصابة بمتلازمة الحويصلات الفارغة، وبالتالي يستحيل حدوث الحمل؛ لكون حالتها نادرة وتصنّف ضمن العقم الذي لا علاج له، وقد توجهت بالتقارير إلى الأردن وتركيا ومصر، ولكنها لم تجد أي نتيجة، في حين لم تيأس من رحمة الله تعالى.
وبعد ذلك توجّهت إلى أطباء مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني بجدة، وهناك استبشرت خيرًا؛ حيث طالبوها بإجراء تحليل الجينات الوراثية، وخضعت لهذه التحاليل في تركيا، وكانت النتيجة سليمة.
وتم تحديد موعد من قبل الطبيبين: نبيل، وأحمد، لإجراء العملية؛ حتى يتمكّنا من مشاهدة البويضات الفارغة.
وفي أول عملية تم سحب البويضات عن طريق "د. نبيل" بالطريقة الخاصة، وتم الحصول على بعض البويضات الناجحة، وتم إبلاغها بأنه من الممكن الحمل وتحقيق حلم الأمومة.
وسجلت السيدة شكرها وتقديرها للفريق الطبي على جهودهم الكبيرة في تحقيق حلم الأمومة.