أعلن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي "إف بي آي"، أمس الأحد، أن المحقّقين يعتقدون أن المتهم السعودي محمد الشمراني؛ تصرَّف بمفرده، الجمعة، عندما قتل 3 أشخاص وأصاب 8 آخرين في قاعدة تابعة للبحرية الأميركية في بنساكولا بولاية فلوريدا الأميركية، قبل أن يُرديه أحد نواب قائد الشرطة قتيلاً.
وقالت المحقّقة الخاصّة المسؤولة عن مكتب التحقيقات الاتحادي في جاكسونفيل، راشيل روخاس؛ التي ترأس فريق التحقيق، إن المحقّقين لم يحدّدوا بعد الدافع وراء الهجوم، وإن عدداً من زملاء المهاجم السعوديين الذين كانوا على مقربة من مسرح الهجوم -وقت تنفيذه- يتعاونون مع المحقّقين.
وقالت: "نبذل كل ما في وسعنا لمعرفة الدافع، وأطلب الصبر حتى نتمكن من الوصول إلى ذلك بصورة صحيحة"، مضيفةً أن فريق التحقيق يضم 80 ضابطاً خاصاً من المكتب، و100 من الموظفين المعاونين لهم، وعشرات المحققين التابعين لسلاح البحرية، وعددا من الوكالات الاتحادية الأخرى.
ووفق "سكاي نيوز"، قالت روخاس؛ إن مُطلق النار استخدم في الهجوم مسدس جلوك عيار 9 مليمترات، كان به 33 طلقة، اشتراه بشكل قانوني في فلوريدا.
وتسمح القوانين الأميركية للأجنبي الذي يزور الولايات المتحدة ويحمل تأشيرة، بخلاف تأشيرة المهاجر، بأن يشتري مسدساً إذا توافرت شروط محدّدة منها حيازته رخصة صيد.
وأضافت "أشكر المملكة على تعهدها بالتعاون الكامل والتام".
يُذكر أن هذا الحادث الفردي تبعته إدانة سعودية فورية على المستويات كافة؛ بداية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي أجرى اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس دونالد ترامب؛ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عبّر فيه -حفظه الله- عن تلقيه ببالغ الحزن والأسى خبر إطلاق أحد الطلبة السعوديين النار في ولاية فلوريدا نتج عنه وفاة وإصابة عدد من المواطنين الأميركيين.
وقدّم الملك المفدى، يوم الجمعة، تعازيه وخالص مواساته له ولأسر المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، كما أكّد -حفظه الله- أن مرتكب هذه الجريمة الشنعاء لا يمثل الشعب السعودي الذي يكن للشعب الأميركي الاحترام والتقدير.
كما أكّد خادم الحرمين الشريفين، خلال الاتصال للرئيس الأميركي، وقوف المملكة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وصدور توجيهاته -رعاه الله- للأجهزة الأمنية السعودية للتعاون مع الأجهزة الأميركية المعنية للوصول إلى المعلومات كافة التي تساعد على كشف مُلابسات هذا الحادث المؤسف.
وأمس أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اتصالاً هاتفياً، بالرئيس دونالد ترامب؛ عبّر فيه عن تعازيه له، ومواساته ودعمه أسر ضحايا الحادث المأساوي بولاية فلوريدا، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، كما نقل له مشاعر الشعب السعودي الذي عبّر عن ألمه وصدمته تجاه هذه الجريمة الشنيعة.
وجدّد سمو ولي العهد، خلال الاتصال، التأكيد على حرص المملكة على التعاون المطلق من قِبل الجهات السعودية المعنية مع السلطات الأمريكية بتزويدها بالمعلومات التي تساعد على التحقيقات المتعلقة بالجاني ودوافعه.