قال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبد الرحمن أحمد الجبيري لـ”سبق” إن إعلان شركة «أرامكو السعودية»، عن نتائجها المالية لعام 2022 وتحقيقها صافي دخل قياسي بلغ 604 مليارات ريال (161.1 مليار دولار)، بنسبة 46.5% في عام 2022، مقابل 412.4 مليار ريال سعودي (110.0 مليار دولار أمريكي) في عام 2021. يمثّل أعلى أرباح سنوية لها كشركة مُدرجة في السوق المالية.
وأشار إلى أن تلك النتائج جاءت نتيجة لارتفاع أسعار النفط وتصاعدها فضلاً عن ارتفاع الكميات المباعة، وتعاظم الطلب وكذلك تحسّن هوامش أرباح المنتجات المكررة، كما أن الشركة تمتلك قدرة عالمية على الحضور والتوسع وتنوع المنتجات من النفط والغاز وهو ما أشار إليه رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر بالعمل على الاستثمار في تقنيات جديدة للاستدامة وخفض الكربون مع إمكانية تحقيق مستويات أدنى من الانبعاثات سواء في أعمال الشركة أو لدى المستخدمين النهائيين للمنتجات.
وأضاف “الجبيري” أن شركة أرامكو السعودية لديها منظور استراتيجي لتعزيز طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز لتلبية الطلب المتوقع في المستقبل، حيث يقوم قطاع التنقيب والإنتاج بتنفيذ خطط النمو الرامية إلى تعزيز إنتاجية مكامن المملكة على المدى الطويل، وبالتالي المضي قدماً في تنفيذ توجيهات الحكومة بزيادة الطاقة الإنتاجية المستهدفة وفق إطارها الزمني المحدد.
وزاد أنه يضاف لذلك التوسع في استثمارات الطاقة، كما أن النفط والغاز مصدران ضروريان في المستقبل المنظور، ويقابل ذلك زيادة الطلب على الطاقة والمواد الكيميائية، حيث بلغ متوسط إنتاج أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، في العام 2022 وتشمل 11.5 مليون برميل في اليوم من المواد السائلة.
وأبان أن الشركة لديها إمكانات كبيرة في الأسواق العالمية كما أنها تتمتع بموثوقية في الإمدادات من خلال تسليم النفط الخام والمنتجات الأخرى، بنسبة موثوقية عالية بلغت 99.9 في المائة في عام 2022، وهو العام الثالث على التوالي الذي تحقق فيه الشركة هذا المستوى من الموثوقية وهو ما يعكس أيضاً النمو الكبير في مشاريعها الاستثمارية.
ومن هذه المشاريع على سبيل المثال، ذكر “الجبيري” أنه في أغسطس، وقّعت أرامكو السعودية اتفاقية شراء للاستحواذ على حقوق ملكية فالفولين للمنتجات العالمية (فالفولين غلوبال برودكتس) بقيمة 9.9 مليار ريال سعودي (2.65 مليار دولار أمريكي). وسيُكمل هذا الاستحواذ الإستراتيجي الذي أُغلق في مارس 2023، مجموعة منتجات زيوت التشحيم ذات العلامات التجارية المتميّزة لأرامكو السعودية، ويعزز قدراتها العالمية في إنتاج زيوت الأساس، ويوسع أنشطة البحث والتطوير الخاصة بالشركة، والاستفادة من شراكاتها مع شركات تصنيع المعدات الأصلية.
وأردف بأنه في نوفمبر، نجحت أرامكو السعودية في إغلاق ثلاث صفقات مع شركة «بي. كي. إن. أورلن» البولندية العاملة في مجالي التكرير وبيع الوقود بالتجزئة، مما أدّى إلى توسيع وجود أرامكو السعودية في قطاع التكرير الأوروبي. وكجزء من الصفقة، حصلت الشركة على حصة نسبتها 30% في مصفاة جدانسك التي تبلغ طاقتها التكريرية 210 آلاف برميل في اليوم، إضافةً إلى ملكية بنسبة 100% في شركة بيع الجملة المرتبطة بها، وحصة بنسبة 50% في مشروع مشترك لتسويق وقود الطائرات.
واختتم قائلاً إن أرامكو السعودية اتخذت قرارًا استثماريًا نهائيًا بالمشاركة في تطوير مجمع متكامل للتكرير والبتروكيميائيات في شمال شرق الصين، ويمثل المشروع فرصة للشركة لتوريد ما يصل إلى 210 آلاف برميل في اليوم من لقيم النفط الخام للمجمع، وتخضع الصفقة لشروط إغلاق معينة، بما في ذلك الموافقات النظامية.