يرصد الكاتب الصحفي طلال القشقري أربعة أعذار تتعذّر بها شركات ومؤسسات القطاع الخاص لعدم توظيف الشباب السعودي، مؤكدا أن هناك أعذارا أخرى، لكنّها جميعاً أعذار يمكن وصفها بأنّها أعذار مُسخّرة بامتياز لخدمة البطالة البغيضة!
وفي مقاله "أعذار مُسخّرة لخدمة البطالة!!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "القشقري": "أحاول هنا حصْر الأعذار التي تتعذّر بها جهات القطاع الخاص لعدم توظيف الشباب السعودي، مع إقراري بصعوبة الحصْر، إذ تفاجئني الجهات بين الفيْنة والأخرى بأعذار جديدة وطازجة، وكأنّ لديها (مينيو) مثل (مينيو) المطاعم الراقية، وفيه أصناف الأعذار، وبجانبها وصف للأطعمة ومُكوّناتها، وتستخرج منه عذراً كلّما دعت الحاجة، طبعاً أقصد حاجتها وليس حاجة الشباب السعودي الذي يحتاج لوظائف وليس لأعذار مع احترامي للجهات وللأعذار!".
عذر الخبرة
ويعدد الكاتب هذه الأعذار ويقول: "ذروني أبدأ بعذر الخبرة، وهو العذر الأكثر استخداماً لسهولته، فما على الجهة عندما يأتيها الشاب العاطل سوى اشتراط الخبرة، فإنّ لم يكن لديه الخبرة لحداثة تخرّجه فنِعِمّا ذلك؛ لأنّها كُفِيَت شرّ القتال.. عفواً.. أقصد شرّ الاعتذار، وإن كان للشاب خبرة.. لنفرض أنّها ٣ سنوات -مثلاً- فتشترط الجهة ٦ سنوات كحدّ أدنى، فتُصبح الوظيفة أبعد ما تكون عن شارب الشابّ ذي الحظّ التعيس!".
عذر السنة الجديدة
ويضيف "القشقري" قائلاً: "هناك عذر السنة الجديدة، فلو تقدّم شاب عاطل لجهة ما، فتعتذر له لأنّها ستطرح وظائفها في بداية السنة القادمة الجديدة لا السنة الحالية، ولو أعاد الشاب تقديمه في السنة القادمة الجديدة لربّما اعتذرت له قائلةً: يا خسارة ليتك أتيْتَ في السنة الماضية فقد توفّرت آنذاك بعض الوظائف!".
عذر الراتب الضئيل
وحسب الكاتب: "هناك عذر الراتب الضئيل الذي تعرض معه الجهة راتباً لا يتناسب البتّة مع مؤهّلات الشاب العاطل وحجم العمل المطلوب، وتنعدم فيه الحوافز، فيُوقن الشابّ أنّ البطالة مع البحث عن وظيفة أخرى ربّما تكون خيرٌ له مع هكذا راتب!".
عذر المقابلة الشخصية
وعن العذر الرابع، يقول "القشقري": "هناك عذر المقابلة الشخصية التي تتحوّل لمقابلة تعجيزية، وهناك حالات كثيرة يتقابل فيها موظف الجهة الأجنبي مع الشاب السعودي العاطل، ولكم أن تتخيّلوا سيناريو المقابلة: موظّف أجنبي قد يكون ساعياً لحجز الوظيفة لقريبه أو صديقه الأجنبي، هل يُنصِف الشاب السعودي العاطل ويتقابل معه للتعرّف الشخصي ومنحه الوظيفة؟ أم يقول لإدارة الجهة أنّه لا ينفع للوظيفة؟ اللهُ وحده أكرم وأعلم!".
أعذار مُسخّرة بامتياز
وينهي " القشقري" قائلا: "هناك أعذار أخرى، ولكن صغر مساحة زاويتي لا يسمح بسردها، لكنّها جميعاً أعذار يمكن وصفها بأنّها أعذار مُسخّرة بامتياز لخدمة البطالة البغيضة!".