منتدى "كايسيد" للحوار العالمي.. تجمُّع دولي بمشاركة نخب سياسية ودينية من مختلف أنحاء العالم

منتدى "كايسيد" للحوار العالمي.. تجمُّع دولي بمشاركة نخب سياسية ودينية من مختلف أنحاء العالم

يعقد مركز الحوار العالمي "كايسيد"، منتدى كايسيد للحوار العالمي في 14 إلى 16 من مايو 2024 معتمداً على السنوات الاثنتي عشرة من إنشاء منصّات الحوار لمواجهة بعض التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً.

ويتمثل جوهر هذا المنتدى العالمي في الالتزام باستخدام الحوار في سياقٍ متحولٍ آلية قوية لتعزيز كرامة الإنسان ودعم التضامن العالمي، ولا سيَّما في مجال بناء السلام والمدن الشاملة للجميع وتغير المناخ.

ويرمي منتدى كايسيد للحوار العالمي، الذي يُعقد في العاصمة البرتغالية لشبونة، إلى تسخير الإمكانات التحويلية للحوار واستكشاف فاعليته في النهوض بحقوق الإنسان وترسيخ التماسك الاجتماعي ودعم المصالحة وتيسير التعاون البيئي. وبجانب ذلك، فهو يعزّز مهمة المركز الرئيسة المتمثلة في التصدّي للتحديات الأكثر إلحاحًا في العالم والتخفيف من حدتها عبر أدوات ونهج حوارية شاملة للجميع.

ومن المتوقع أن تشارك شخصياتٌ سياسية دولية وقادة الرأي العالمي وعلماء الدين من مختلف أنحاء العالم بمَن في ذلك الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند، الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام المسجد الحرام في مكة المكرّمة، والبطريرك المسكوني برثلميوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، ماتيو رينزي، رئيس الوزراء الإيطالي السابق، الرئيس السابق لجمهورية النمسا معالي السيد هاينس فيشر، القائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز سماحة شيخ الإسلام الله شكر باشا زادة، مفتي الديار المصرية فضيلة الدكتور شوقي علام، والسيدة غراسا ماشيل، المؤسّس المشارك ونائب رئيس منظمة الحكماء، إضافة إلى مشاركة عديد من السياسيين والإعلاميين والمفكرين.

ويتضمن المنتدى اجتماعات لصانعي القرار الرئيسين والجهات الفاعلة التقليدية وغير التقليدية في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني وصانعي السياسات، يجمع المنتدى معاً مجموعة متنوعة من الأصوات من خلفيات دينية وثقافية متنوعة للعمل جماعيًّا على إيجاد حلول شاملة.

وفي الوقت الذي يشهد العالم تسارعاً مطرداً في الأحداث والانقسامات، فقد تزايدت الدعوات إلى حوار هادف ذي إمكانات تحويلية عميقة؛ لتصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى، حيث تتطلب النزاعات المتصاعدة والانقسامات المجتمعية المتزايدة وتضاؤل الثقة بالمؤسسات التي كانت تحظى بالاحترام من قبل، حاجة ماسّة إلى منصّات عالمية تجمع كِبار صانعي القرار ومنظمات المجتمع المدني وصانعي السياسات وتيسر التبادل المفتوح والمنتج عبر وجهات النظر المتنوعة.

وعليه، فإن منتدى كايسيد للحوار العالمي يسعى إلى معالجة هذه التحديات العالمية الملحة بالاستفادة من المعرفة الفريدة والتأثير لمجموعة متنوّعة من تقاليد الحكمة الدينية والروحية.

ويمكن لهذه التقاليد، عند الجمع بينها، أن تقدم رؤى عميقة وحلولًا شاملة للمسائل الكثيرة التي تواجه مجتمعاتنا، ممَّا يساعد على بناء تحالفات من أجل السلام المستدام الطويل الأمد.

إن منتدى كايسيد للحوار العالمي هو جهد متضافر لتسخير إمكانات الحوار بصفته قوة تحويلية قادرة على رأب الانقسامات وبناء توافق في الآراء بين المجموعات ذات الخلفيات المتنوعة.

ولقد صُممت هذه الفعالية لتكون بوتقة تنصهر فيها الأفكار، إذ ستلتقي فيها القيادات المؤثرة من مختلف القطاعات، سواء من المجتمعات العلمانية أو الدينية، لاستكشاف دور الحوار في سياق متحول وكونه أداة قوية للتغيير.

وبجمع صانعي القرار العالميين والجهات الفاعلة الدينية وقيادات القطاعات معًا، يستعد "كايسيد" لإيجاد مساحة آمنة ومنصة تعاونية لتوليد حلول مبتكرة للقضايا العالمية الملحة والاستفادة من الحكمة الجماعية والخبرة للمشاركين في المنتدى.

الموضوعات والمناقشات الرئيسة

ستتمحور مناقشات منتدى كايسيد للحوار العالمي حول عديد من الموضوعات الحاسمة، ولا سيَّما دور الحوار في سياق متحول في بناء الثقة وتعزيز البيئات الحضرية الشاملة وتبني مفهوم قداسة البيئة في الحفاظ على البيئة. وتتماشى هذه الأولويات "المواضيعية" استراتيجيًّا مع أهداف التنمية المستدامة، ممَّا يؤكد التزام "كايسيد" بدعم جدول أعمال 2030 عن طريق مبادرات مدفوعة بالحوار.

وبالتحديد، سيبحث المنتدى في الآليات التي يمكن بها للحوار في سياق متحول أن يعزز الروابط المجتمعية في أوقات الصراع والأزمات وسيناقش قدرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على دعم عملية السلام وتيسير المصالحة في حالات ما بعد الصراع.

وسيحتفي المنتدى بموضوع أساسي آخر وهو مفهوم الكرامة الإنسانية، الذي يكمن في صميم مهمة "كايسيد" وولايته «لمواجهة التحديات المعاصرة للمجتمع، مثل كرامة الحياة البشرية».

وإن الكرامة الإنسانية، إذ تشير إلى القيمة الأساسية لكل شخص بصرف النظر عن خلفيته أو مركزه أو جنسيته أو معتقده، هي جوهر حقوق الإنسان، ومن ضمنها الحق في ممارسة المعتقدات الدينية والروحية والتعبير عنها والتعبُّد بها، فضلًا عن الارتباط بالعالم الطبيعي.

وإن الاعتراف بالكرامة الإنسانية هو أساس الاحترام المتبادل والتفاهم والتقدير وهو محفز للحوار في سياق متحوّل.

التزام عالمي بالحوار في سياق متحوّل

وإذ يستعد "كايسيد" لعقد هذا المنتدى التاريخي في شهر مايو، يتزايد الترقب لما يعد بأن يكون فعالية تحويلية في مجال الحوار الدولي بين أتباع الأديان والثقافات.

وبالجمع بين مجموعة متنوّعة من كبرى القيادات العالمية والخبراء الإستراتيجيين، يرمي منتدى كايسيد للحوار العالمي، إلى إنشاء منصة رائدة توظف الحوار في سياق متحوّل في إقامة عالم أكثر عدلًا وسلامًا واستدامة.

وبالمناقشات المركّزة والتعاون على حل المشكلات وتبادل الأفكار المبتكرة، يعد منتدى كايسيد للحوار العالمي بتحفيز العمل الهادف والتغيير الدائم في جميع أنحاء العالم.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org