لعبت المملكة العربية السعودية دورًا رياديًا في دعم أمن واستقرار لبنان على مدى العقود الماضية، وتحديدًا خلال مرحلة الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا، ومن أبرز المحطات في هذا الدور التاريخي كان اتفاق الطائف الذي رعته المملكة عام 1989، والذي أصبح ركيزة أساسية للسلام في لبنان.
واستضافت المملكة في مدينة الطائف اجتماعات مجلس النواب اللبناني، في إطار سعيها لإنهاء الصراع الدموي الذي استنزف لبنان، وأثمرت تلك الجهود عن توقيع اتفاق الطائف، الذي حدد إطارًا جديدًا للتعايش السياسي بين مختلف الأطياف اللبنانية، وكان بمثابة نقطة تحول أعادت الاستقرار للبنان بعد سنوات من الفوضى، ويُعد الاتفاق أحد أبرز إنجازات السياسة الخارجية السعودية، التي لطالما اهتمت بأمن واستقرار المنطقة.
ومن خلال هذا الاتفاق، أثبتت المملكة التزامها العميق بدعم الحلول السلمية وتحقيق الاستقرار في الدول العربية، مما عزز من مكانتها كطرف موثوق في النزاعات الإقليمية.
وإلى جانب رعايتها لاتفاق الطائف، لم تتوقف جهود المملكة عند حدود الوساطة الدبلوماسية، بل واصلت تقديم الدعم السياسي والاقتصادي للبنان، حيث أسهمت بشكل كبير في إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية والمالية وكان الهدف من هذه الجهود هو إعادة بناء البنية التحتية للبنان وتحسين الظروف المعيشية للشعب اللبناني، مما ساعد في استعادة البلاد لوضعها الطبيعي بعد سنوات من النزاع.
وعلاوة على ذلك، واصلت المملكة تقديم الدعم السياسي والاقتصادي للبنان، عبر تعزيز التعاون الدبلوماسي وتقديم المساعدات التي تهدف إلى دعم استقرار لبنان وازدهاره، وقد أثبتت تلك الجهود أن دور المملكة في لبنان لم يكن فقط لحظيًا، بل كان استراتيجيًا ومستدامًا، ويهدف إلى الحفاظ على سيادة لبنان واستقراره على المدى الطويل.