غادر المواطن أحمد حسن الفيفي محافظة فيفاء إلى منطقة عسير، بعد مكابدته مرارة الحياة، وأملاً منه في البحث عن حياة كريمة، بعد أن أقفلت جميع الأبواب أمامه في إيجاد طريق لمنزله، فيما تعيش والدته المقعدة أسوأ حالاتها الصحية، بعد أن هجرت هي الأخرى منزلها وتم نقلها للمستشفى، وتم تنويمها هناك عدة أيام، ولحاجتها إلى جلسات علاجية ومراجعات دورية استأجرت سكناً في موقع آخر من المحافظة، بالقرب من الشارع، لسهولة وصولها للمستشفى.
وتفاصيل معاناته كما نشرتها "سبق" بتاريخ 31 أكتوبر2021، فإن المواطن أحمد حسن العمري الفيفي متقاعد من قطاع الحرس الوطني قبل ١٣ عاماً، يعول إخوته ووالدته المقعدة مع أفراد عائلته، حيث شاءت مشيئة الله بعد تقاعده بأشهر أن يسقط أثناء مد مواسير الماء إلى منزله البعيد عن خدمات الطرق والمياه، فأثناء عمله تعرض لسقوط تسبب ذلك في كسور في فقرات العمود الفقري، وتسبب له في شلل نصفي، وأصبح بين عشية وضحاها معاقاً لا يقدر على المشي، أو حتى الوقوف على قدميه، رغم المراجعات في كثير من المستشفيات، ويكمل اليوم 13 عاماً مقعداً بعيداً عن العالم، بسبب عدم وصول طريق سيارة إلى منزله.
وتحدث "الفيفي" لـ"سبق" عن معاناته قائلاً: "إذا أردتُ نقل والدتي أو ذهابي إلى المستشفى، فنحن نقوم على جمع مبلغ مالي من التقاعد، لدفعه لـ 6 أو 8 عمال أفارقة يحملوننا على أكتافهم إلى طريق السيارة، الذي يبعد عنّا أقل من كيلو تقريباً، في طرق جبلية وعرة، وهذه المسافة تسببت في عزلنا عن العالم أنا ووالدتي المقعدة والطاعنة في السن، فليس عندي الإمكانية لشراء منزل في مدينة، ولا نرغب السفر عن منزلي ومسقط رأسي، وكلي أمل في الله سبحانه، أن يأتي الفرج يوماً لأرى السيارة تقف بجوار منزلي، حتى نتمكن من الخروج مع الناس لمراجعة المستشفى، ونغير شيئاً من واقع الحياة المرير الذي نعيشه، تتيسر معه جلب حاجياتنا، ونرتبط بالناس لنزورهم ويزوروننا، فعدم وجود الطريق تسبب لنا في عزلة كبيرة عن العالم، وزادت من المعاناة التي نعيشها أضعافاً، بسبب أوضاعنا الصحية.