نوه رئيس جمهورية جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، بالأهمية العالمية لحفظ الأمن في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، منوهًا بدور المملكة في التأسيس لمجلس والدعوة إلى قمة من أجل تحقيق ذلك.
وفي التفاصيل، أوضح جيلي في حوار خاص مع النسخة الفرنسية من صحيفة "عرب نيوز" أن الدعوة إلى قمة لمجلس الدول المعنية جاءت "نتيجة مبادرة من المملكة العربية السعودية"، منوهًا بأن الوقت قد حان ليكون للبحر الأحمر إستراتيجية واضحة".
وقال: "مضيق باب المندب مهم جدًا بالنسبة للأمن الدولي وأمن العرب وكل الدول.. وهذه المبادرة جاءت من المملكة العربية السعودية ونحن رحبنا بها".
وأضاف أن استضافة القمة في جدة هي إشارة إلى جدية المملكة العربية السعودية التي تلعب دورها في هذا المجال، ودوليًا تكون هي (المملكة) الممثل الأكبر للسلام في المنطقة وفي العالم".
وحول آلية التنسيق والتعاون بين الدول التي يضمها المجلس، ومدى القدرة على تنفيذ ذلك فعليًا في حين أن هناك خلافات ثنائية بين عدد من الدول على الجانب الإفريقي، شدد الرئيس "جيلي" على أهمية المملكة في هذا السياق لكونها تتمتع بعلاقات جيدة مع كل الدول الأعضاء.
وقال: "الدولة الوحيدة التي لديها علاقات جيدة مع كل الدول في هذه المنطقة (البحر الأحمر وخليج عدن) هي المملكة العربية السعودية وهي القوة الوحيدة التي تدافع عن الرأي وعن المبادرة وعن توفير الخدمات للسلام بين بورسعيد وباب المندب وخليج عدن وتمنع التدخلات الشيطانية التي دائمًا تسعى إلى تخريب السلام في المنطقة هذه الحساسة".
وتطرق "جيلي" إلى الإصلاحات الحاصلة في المملكة، وتحديدًا الجهود الرامية لمكافحة التطرف، وقال "هذه المبادرة كنا ننتظرها منذ زمن، والآن مع مبادرة سمو ولي العهد وخادم الحرمين الشريفين، نسير في الاتجاه الصحيح وديننا الحنيف والوسطية والاعتدال".
وأضاف: " نتبنى منذ زمن في جيبوتي هذه العقيدة (الوسطية) بكل ارتياح، لكن التكفيريين ومن يسعون إلى تكفير نصف المسلمين وإخراجهم من الدين ومن دون رحمة ومن دون تسامح ومن دون أي احترام للمرأة المسلمة كل هذا خلق كراهية بين المسلمين، ونحن نرحب ورحبنا مع إخواننا في المملكة قيادة وشعبًا فالوسطية هي الأكثر نفعًا للأمة والعرب والمسلمين".
وأشاد الرئيس الجيبوتي بالعلاقات التاريخية التي تجمع بلاده بالرياض وقال: "أعيد بالذاكرة منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا أن المملكة العربية السعودية كانت دائمًا في مساندتنا ومساعدتنا في التطور والتنمية، وبيننا وبين السعودية تشاور وتنسيق في شتى المجالات من الأمن إلى الصندوق السعودي يعني نحن مرتاحين جدًا ونريد أن نستمر في هذا الطريق والدور الرائد للمملكة ليس له بديل في المنطقة".
وكان مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن أسس في الرياض في يناير 2020، وذلك بمباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله - وحضور وزراء خارجية الدول المعنية.
ويشمل المجلس ثماني دول هي السعودية، والأردن، ومصر، والسودان، وجيبوتي، وإريتريا، والصومال، واليمن، وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل آل فرحان، قال عقب توقيعه ووزراء خارجية الدول المعنية ميثاق تأسيس المجلس آنذاك إن «التوقيع على الميثاق يأتي استشعارًا من قيادات الدول الثماني لأهمية التنسيق والتشاور حول الممر المائي الحيوي الذي يمثل أهمية اقتصادية وتجارية واستثمارية للاقتصاد العالمي بأكمله، باعتبار البحر الأحمر المعبر الرئيس للتجارة العالمية بين دول شرق آسيا وأوروبا».