تُعتبر محافظة ضباء، واحدة من أهم محطات الدعم الاقتصادي الوطني شمال البحر الأحمر؛ لما تتمتع به من مقومات سياحية وموارد مختلفة؛ حيث تتولى هيئة تطوير ينبع وأملج والوجه وضباء، تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع التطويرية، وتُسلط "سبق" الضوء على أهم هذه المشاريع عبر زيارتها للمحافظة.
وتقع محافظة ضباء في الجزء الشمالي الغربي للمملكة على ساحل البحر الأحمر كواحدة من أهم محطات الطريق الساحلي المعروف بطريق الحج المصري، الذي أثر بشكل كبير في نهضتها التنموية آنذاك؛ حيث تَشكل على ضوء موقعها الحراكَ الاقتصادي الذي تشهده اليوم.
وإلى الغرب منها وعلى بُعد 35 كم، يقع "ميناء ضباء" الذي أنشئ سنة 1415هـ، ليسهم في نهضة تنموية شاملة للبنى التحتية في شمال المملكة، وهو من أقرب موانئ المملكة لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ودول الشمال الإفريقي، ومنها شرايين الملاحة البحرية "قناة السويس" إضافة إلى وجوده على خط الملاحة الدولي ما بين أمريكا وأوروبا والشرق من خلال قناة السويس وباب المندب.
ويُنتظر أن يلعب الميناء، في ظل جاهزيته لاستقبال السفن بجميع أنواعها وبطاقة استيعابية تزيد على 10 ملايين طن سنويًّا و6000 راكب يوميًّا، دورًا بارزًا في حركة التجارة والسياحة العالمية، في ظل قربه من المشاريع الضخمة للمملكة "نيوم والبحر الأحمر وأمالا".
وإلى الشمال من مدينة ضباء يقع مشروع "ضباء الخضراء" أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، والذي يستقبل هيئة التطوير بجاهزية عالية في الطاقة الكهربائية البديلة، التي ستجعل من ضباء بوابة لتصدير الطاقة الكهربائية إلى العالم، بعد تنفيذ منظومة ربط فريدة ونادرة لجهد كهربائي عالي الموثوقية، يديره 100 مهندس سعودي.
كما تمتلك محافظة ضباء مشهدًا رائعًا على البحر الأحمر؛ حيث الشواطئ الخلابة والمتنوعة والغنية بالشعب المرجانية، والشواطئ الرملية وهذا الجزء يعتبر ميزة تنافسية تتميز بها محافظة ضباء عن باقي المناطق الساحلية؛ لوجود (الروبيان- القريدس) بأحجام اقتصادية، وطبيعة التربة المائية الجاذبة للروبيان وبكثرة.
وبـ"ضباء" أهم مشاريع الاستزراع السمكي في المملكة "شركة أسماك تبوك" وهو أحد أكبر المشاريع في الشرق الأوسط، والذي شهد مؤخرًا توقيع اتفاقية بينه وبين شركة نيوم، للعمل على تطويره، وتعزيز صناعة الاستزراع المائي في المنطقة، سواء في الأنظمة المغلقة الحديثة ذات التقنية العالية أو الأقفاص العائمة المطورة، والذي يتوقع أن يعمل بقدرة إنتاجية تصل إلى 70 مليون زريعة.
وتمتلك محافظة ضباء -إلى جانب ذلك- أهم المقومات السياحية؛ حيث يعتبر القطاع السياحي في المحافظة من أهم قنوات الاستثمار الواعدة، لموقعها الجغرافي المميز، والذي شكل عاملًا أساسيًّا للنشاط الاقتصادي قديمًا وحديثًا؛ حيث عرفت ضباء واشتهرت قديمًا بكونها ميناءً آمنًا لسفن التجارة والصيد في شمال البحر الأحمر، وبها البلدة القديمة ذات العبق والعمق التاريخي، وقلعة الملك عبدالعزيز رحمه الله، التي تقف شاهدةً على العهد الزاهر للملكة العربية السعودية، منذ لحظة بنائها سنة 1352هـ وحتى اليوم.
ولدى "ضباء" العديد من المشاريع البلدية الضخمة، كواجهتها "البحرية" التي تربو على مساحة تفوق الـ190 ألف متر مربع؛ حيث تتجاوز مسماها كواجهة بحرية تضم متنزهًا عامًّا إلى إبداع هندسي يضم بين جنباته العديد من المنشآت والمزارات التي تحتضن الفعاليات النوعية في محافظة ضباء على مدار العام، وكمزار سياحي وترفيهي واقتصادي للمحافظة، يجاوره هدير البحر بأمواجه الهادئة.
وتضم ضباء مرسى لقوارب النزهة والصيد في الميناء التجاري الذي يحتوي على ساحات خضراء وممشى على امتداده، وتتوج إطلالته المسائية بإضاءات ديكورية، إضافة إلى شهرتها برياضة الغوص، التي يَفِد إليها الغواصون من مختلف المناطق؛ لما تضمه من شواطئ بكر؛ كشاطئ العيانة، والغال، والبيضة، والمعرش، وحر، وأبو شريرة، والليانة، وسلمة.