منذ عقود طويلة مضت، والمملكة لا تتوقف عن دعم كل المبادرات والمشروعات التي تصب في خدمة ضيوف الرحمن، وتعزز من تجربتهم في أداء النسك بأيسر الطرق وأسهلها، وسط حزمة من الخدمات النوعية التي تسخر لها الحكومة الرشيدة كل الإمكانات لتقديمها لهم على الوجه الأكمل.
وفي سنوات رؤية 2030، عززت المملكة من تنفيذ برامجها ومشروعاتها التي تهدف في المقام الأول، إلى خدمة ضيوف الرحمن من جميع الجنسيات، منذ الدقيقة الأولى التي يصلون فيها إلى أرض المملكة، وحتى يغادروها بسلام آمنين وغانمين.
ويُسهم مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة، الذي تتبناه وزارة الحج إلى تحقيق أهداف محددة، أولها التعريف بالمشروعات والمبادرات في قطاع الحج والعمرة، ودورها في تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتسهيل رحلتهم لأداء مناسكهم بطمأنينة، وتعزيز تجربتهم الدينية والثقافية، وليس آخرها تعزيز الشراكة بين الوزارة من جانب، والجهات ذات العلاقة في خدمة ضيوف الرحمن.
تؤكد فعاليات المؤتمر والمعرض حقيقة ثابتة ومهمة، وهي حتمية ترسيخ الشراكات القائمة بين الوزارة من جانب، وبين الجهات الداخلية من جانب آخر، والبحث عن شركات جديدة، من أجل تعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بينها، بما يضمن خدمة هذا القطاع الحيوي، الذي توليه القيادة الرشيدة أقصى اهتمامها.
ولا تقتصر سلسلة الشراكات في المؤتمر والمعرض على المؤسسات الداخلية، وإنما تمتد إلى شراكات مماثلة مع المؤسسات والمنظمات العالمية ذات العلاقة، مثل منظمة الصحة العالمية، بما يضمن تأمين تجربة مثالية وآمنة وسهلة لضيوف الرحمن على أرض المملكة، الأمر الذي ينعكس على روحانيات الرحل الإيمانية للمعتر والحاج في الأراضي المقدسة.
مثلما شهدت قطاعات الدولة الكثير من التقنيات الحديثة، كان قطاع الحج والعمرة من أوائل تلك القطاعات التي استحدثت برامج التحول الرقمي، لتسهيل برامجها في التعامل مع ضيوف الرحمن، وهو ما ظهر جليًا في مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة الذي يكشف عن خطط المملكة، من أجل تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، من خلال توظيف أفضل السياسات والحلول الرقمية لخدمة الحجاج والمعتمرين، ومن ذلك استخدام التحول الرقمي، وتسهيل التقديم لتأشيرات الحج والعمرة، وتحويل الخدمات المقدمة في خدمة ضيوف الرحمن والحرمين الشريفين إلى خدمات ذكية عبر أحدث الوسائل التقنية والرقمية.
ويعكس ذلك حرص المملكة وولاة الأمر على بناء منظومة حج مستدامة، بجعل موسم الحج ومواسم العمرة أيضًا خالية من المخلفات التي تؤثر على البيئة، وتعزيز استخدام المواد القابلة للتدوير في موسم الحج والعمرة، والإسهام في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، وتحويل المستهدفات في هذا المجال إلى أعمال منجزة.