ما أهداف الوساطة السعودية الأمريكية من جمع طرفي النزاع السوداني على مائدة المفاوضات؟

نجاحها سيُتيح الفرصة لاستئناف الحوار السياسي الداخلي
عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو
عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو
تم النشر في

بعد زهاء العشرين يوماً على تفجر الاقتتال بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، نجحت جهود الوساطة السعودية الأمريكية، في جمع الطرفين على مائدة المفاوضات في جدة، اليوم (السبت)، للمرة الأولى؛ لإجراء محادثات مباشرة، بعد رفضهما المتكرر لخيار التفاوض، الذي سعت إلى إقناعهما به أطراف إقليمية منها، منظمة الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا "إيغاد"، التي طرحت مبادرة لتسهيل الحوار بين كافة الأطراف لإيجاد حل جذري للأزمة السودانية.

وسعت في طرح خيار التفاوض أيضاً أطراف دولية منها، الأمم المتحدة، التي دعت إلى إجراء محادثات بين طرفي الصراع في السودان، وقد ساهمت كل المساعي الإقليمية والدولية في الضغط على طرفي القتال للقبول بهدنة، لإتاحة الفرصة للدول المختلفة لاجلاء رعاياها العالقين في السودان، وقد جرى تجديد الهدنة عدة مرات، وأظهر عدم التزام الطرفين بها بالكامل تفضيلهما لخيار الحرب، لذلك يعتبر نجاح الوساطة السعودية الأمريكية في إقناع الطرفين بالجلوس للحوار، تطوراً مهماً في مسار النزاع.

وتهدف الرياض وواشنطن من المباحثات، إلى توصل الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، لتثبيت الهدنة بين الطرفين، وبناء الثقة بينهما، وتسهيل الأعمال الإنسانية، كتمهيد للاتفاق على وقف اتفاق النار، وتسوية الأزمة السودانية، التي خلقت توترات إقليمية جديدة، المنطقة في غنى عنها، بالنظر إلى ما تعاني منه من أزمات وتوترات، وإدراكاً لأهمية هذه المباحثات، فقد حثت السعودية والولايات المتحدة في بيانهما المشترك الطرفين على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني.

ودعت الدولتان الطرفين المتحاربين إلى الانخراط الجاد في المحادثات لوقف العمليات العسكرية، والتأكيد على إنهاء الصراع، ولا شك أن نجاح المفاوضات بين طرفين النزاع في السودان، سيوقف أتون الحرب الضارية، التي تسببت في نزوح 100 ألف لاجئ من السودان حتى مطلع مايو الجاري، كما سيتيح الفرصة لاستئناف الحوار السياسي الداخلي بين الأطراف السودانية المختلفة، وتتوافق هذه المكاسب مع ما تتميز به جهود الوساطة السعودية الأمريكية من تعزيز للحل السوداني للأزمة، الذي يحصر الحوار بين أبناء السودان بعضهم مع بعض.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org