أوصى إمام وخطيب جامع بن باز بعفيف الشيخ ذعار بن سفر الغنامي المسلم، بمجاهدة النفس فيرمضان وإجبارها على التزوّد بالطاعات، حيث أن هذا الشهر ميّزه الخالق بتنوع أسباب مغفرة الذنوب، فما من شهر كثُرت فيهأسبابُ المغفرة مثلُ شهر رمضان فالصيام يكفر الذنوب وكذلك القيام وقيام ليلة القدر، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قامليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضانإيمانا ًواحتسابا ًغفر له ما تقدم من ذنبه) .
وقال: إن الذي يبلغُ شهر رمضان ولا تغفر ذنوبه؛ فهو محروم وبعيد عن الله، واستدل بحديث كعب بن عجرة قال قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : "احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى الدرجة الأولى قال آمين ثم ارتقى الدرجة الثانية فقال آمين ثم ارتقىالدرجة الثالثة فقال آمين فلما فرغ نزل عن المنبر قال فقلنا له يا رسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال : ( إنجبريل عرض لي فقال بَعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له- فجبريل يدعو بأن يبعد الله عنه من يدرك رمضان ولا ينال المغفرة -فقلت آمين فلما رقيت الثانية قال بَعُدَ من ذكرتَ عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بَعُدَ من أدرك أبويه عند الكبرأو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين ) أخرجه الحاكم وهو وسنده صحيح وله شواهد .
وأوضح أن رمضان شهرٌ تعددت فضائلُه وتعددت خيراته، فهو ركن من أركان الإسلام العظام ومبانيه الجسام، ومن فضائله ماجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو حديث قدسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى «كُلُّعملِ ابنِ آدمَ لَهُ يُضَاعفُ الحَسَنَة بعَشرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائِة ضِعْفٍ، قَالَ الله تعالى إِلاَّ الصَومَ فإِنه لِي وأَنَا أجْزي به يَدَعُ شهْوَتَهوطعامه من أجْلِه، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من رائحة المسك).
وأشار " الشيخ الغنامي" إلى أن جميع أعمال الإنسان الصالحة الحسنة بعشر أمثالها وتضاعفُ إلى سبعمائة ضعف بحسبإخلاص العباد وتحقيقهم لمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا الصوم فإن الله أضافه لنفسه فقال (فإنه لي وأنا أجزي به) وهذهإضافة تشريف وذكر أن الصائمين يجازيهم ولم يذكر الجزاء، فدل أنه بلا حساب، وقال أهلُ العلم: لأن الصوم يظهر الصبُر فيهأكثرُ من غيرهِ من الأعمال ففيه الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله فيصبر الصائم عن الوقوع في شيء من المفطراتلله سبحانه وتعالى وكذلك فيه الصبر على أقدار الله ما يصيب الصائم من جوع وعطش والله تعالى يقول في الصابرين (إِنَّمَا يُوَفَّىالصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
وأضاف أن من فضائل الصيام أن الله تعالى اختص الصائمين بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيُرهم إكراماً لهم، فقد روى سهلبن سعد – رضي الله عنه – عن النبي r قال: (إن في الجنة باباً يقال له الريّان. يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌغيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) متفق عليه، ومنها أيضاً أن الله أنزل فيه القرآن قال تعالى ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَفِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ).
ومن فضائلة أن فيه ليلةَ القدر التي قال الله تعالى فيها ( ليلةُ القدرِ خيرٌ مِن ألفِ شهر )، فالعبادة في هذه الليلة أفضل من عبادةثلاث وثمانين سنة، ومنها كذلك أنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم وتصفد الشياطين، فأبواب الجنة تُفتح ليعظمَالرجاءُ وتتعلقُ بها الهمم ويتشوق إليها الصابر وتغلق أبواب النار لتخزى الشياطين وينكفُ الناسُ عن المعاصي، ومن رمضانأيضاً أنه شهرُ العتقِ من النار بل في كلِ ليلةٍ يعتقُ الله بعض عباده من النار.