متى يجوز صيام مرضى الكبد؟ ومتى يشكل ذلك حرجاً على صحتهم؟ وما أهم الإرشادات الواجب عليهم اتباعها خلال الشهر الفضيل؟.. أسئلة تحاول "سبق" الوقوف على إجابات لها بالتعاون مع مركز الرعاية الصحي بالرياض؛ وذلك عبر زاوية #صحتك_في_رمضان39.
تليف الكبد
وبين المركز طبيعة مرض تليف الكبد أو ما يعرف بتشمع الكبد؛ حيث يعتبر من الأمراض الشائعة في العالم وهو مرض يحدث على فترات طويلة؛ حيث يصيب خلايا الكبد السليمة بندوب، وعندما تكثر هذه الندوب بسبب التهاب الكبد المزمن يحل النسيج المتليف محل النسيج السليم فتعجز الكبد عن القيام بوظائفها بالشكل المطلوب.
أسباب ونتائج
وأشار إلى أن "السبب الرئيس لحدوث تليف الكبد هو فيروسات الكبد الوبائي من نوعي "ب، ج"؛ بالإضافة إلى أسباب أخرى متعددة، ولكن بغضّ النظر عن السبب تبقى النتيجة واحدة وهي التليف الذي قد يؤدي إلى عدة نتائج خطيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ارتفاع الصفراء في الدم واختلال السيولة؛ ما يؤدي إلى سهولة النزف، وقد يؤدي التليف أيضًا إلى تغيرات في الشخصية والوعي، وقد تؤدي إلى حدوث غيبوبة تامة.
ومن المضاعفات الشائعة: ارتفاع ضغط الوريد البابي؛ ما قد يؤدي إلى تكون الدوالي وحدوث نزيف شديد من المريء أو المعدة، بالإضافة إلى تجمع سوائل البطن المسمى بالاستسقاء الذي قد يؤدي إلى فشل حاد في وظائف الكليتين، وكل هذه المضاعفات قد تؤدي بطبيعة الحال إلى الوفاة ما لم يتم علاجها عن طريق زراعة الكبد.
حرص وتقييم
وشدد المركز على وجوب اتباع النصائح الطبية التي يقدمها الطبيب المختص، خصوصًا بالسماح أو المنع من الصيام في شهر رمضان؛ حيث إن هذا المرض يكثر انتشاره بعد العقد الخامس من العمر، والكثير من المصابين بهذا المرض يكونون من الحريصين على صيام شهر رمضان بغضّ النظر عن حالتهم الصحية، مع أن تقييم الطبيب المختص في هذه الحالة ذو أهمية بالغة في تحديد إمكانية الصيام من عدمه.
موانع الصيام
ويستخدم أطباء الكبد عدة معايير لقياس درجة تأثير التليف على الكبد لعل من أكثرها شيوعًا ومصداقيةً: معيار "تشايلد"؛ حيث تصنف درجة تأثر الكبد إلى ثلاث درجات "أ،ب،ج"، وقد تمت دراسة تأثير صيام رمضان على مرضى تليف الكبد من قبل عدد من الأطباء في دول إسلامية مختلفة، واتفقت هذه الدراسات على أن مريض تليف الكبد من الدرجة "ج" يتأثر سلبيًّا من الصيام؛ ما قد يؤدي إلى حدوث نتائج لا تُحمد عُقْباها، وخاصة إذا تجاوز المريض سن ستين سنة أو عندما يكون المريض يعاني من داء السكري بالإضافة إلى التليف.
وبينما يكون تأثير الصيام إيجابيًّا عندما تكون درجة تأثر الكبد من الدرجة "أ" ويستثنى من هذا مَنْ يعاني وجودَ دوالٍ كبيرة قابلة للنزيف، أما مرضى الدرجة "ب" فالأمر يعتمد على تقدير الطبيب وخبرته في سماحه للمريض بالصيام أو عدمه، فلذلك يوصى بزيارة الطبيب المختص في خلال الشهرين السابقة لشهر رمضان الكريم؛ لإعطاء الطبيب الفرصةَ لتقييم حالة الكبد وإصدار فتواه في هذا الأمر.