"العريفي": يوم التأسيس من الأيام الوطنية التي يحق لكل مواطن أن يفخر فيه بالمنجز الوطني الكبير

قال: 9 إجراءات للإمام محمد بن سعود جعلت "الدولة الأولى" منارة للمؤثرين وأبرزهم الشيخ "ابن عبدالوهاب"
"العريفي": يوم التأسيس من الأيام الوطنية التي يحق لكل مواطن أن يفخر فيه بالمنجز الوطني الكبير

يكشف الكاتب والباحث المتخصص في تاريخ المملكة د. سعد بن إبراهيم العريفي عن تسعة إجراءات قام بها الإمام محمد بن سعود، وساهمت إلى حد كبير في تأسيس الدولة السعودية منذ تسلم قيادتها عام 1139هـ/ 1727م.

الأمير مانع بن ربيعة المريدي
وفي مقاله "من أيام الوطن.. يوم التأسيس" بصحيفة "الاقتصادية"، يقول العريفي: "أسست الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727م في الدرعية، قلب الجزيرة العربية، وقد حملت هذه الدولة عدة مبادئ من أهمها: حفظ الأمن والسلام، ونشر العلم والمعرفة، وترسيخ القيم الإسلامية، ورعاية الحقوق.. أقيمت الدولة السعودية الأولى ابتداءً في مدينة تحمل إرثًا طويلاً يمتد لمئات الأعوام، حيث قام سابقًا الأمير مانع بن ربيعة المريدي بتأسيس الدرعية عام 850هـ/ 1446م لتبدأ مرحلة جديدة في وسط الجزيرة العربية قوامها الأمن والازدهار، ومن ملامحها الحضارة والرخاء".

البعد التاريخي لأسرة آل سعود
ويرصد "العريفي" البعد التاريخي لأسرة آل سعود، ويقول: "كان للبعد التاريخي للأسرة المالكة - آل سعود - دور في قيام الدولة السعودية الأولى، حيث أقامت قبيلة بني حنيفة في اليمامة 400م حضارة حجر اليمامة التي كانت مزدهرة، ولها تأثير في أطراف الجزيرة العربية، وكانت في حجر اليمامة أسواق اقتصادية وأدبية، فكانت سوق حجر اليمامة عامرة بالمنتجات الموسمية، يرتادها الأدباء في المجالس المشهورة حينها، ومنها: مجلس جرير".

إمارة الدرعية
ويتناول الكاتب دور إمارة الدرعية، ويقول: "بعد أن عاد مانع المريدي لموطن آبائه في وسط الجزيرة العربية، وأقام إمارة الدرعية 850هـ/ 1446م بدأت الدرعية بتنشيط الحركة الاقتصادية، وإدارة طرق قوافل الحج والتجارة، فنشطت الحركة في نجد، وبدأت الحياة تدب شيئًا فشيئًا، حتى بدت إرهاصات سياسية اجتماعية تصقل شخصية الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، والإمام محمد كان معروفًا باتزانه عمومًا، وذكائه، وحسن تدبيره، ولعل لجلسات التأمل التي يكثر منها في خلواته دور في ذلك، كما عرف عن الإمام محمد حسن تصرفه وشجاعته، حيث بان ذلك إبان إمارة والده الأمير سعود بن محمد (1132 - 1137هـ/ 1720 - 1725م)، أو بعد ذلك حينما حصل بعض النزاعات الداخلية".

تسعة إجراءات خطيرة
ويكشف "العريفي" عن تسعة إجراءات خطيرة قام بها الإمام محمد بن سعود، ويقول: "بعد حصول فراغ سياسي في الدرعية إبان النزاعات الداخلية أصبحت الإمارة مهيأة لأن يقيم عليها الإمام محمد بن سعود دولته، فمنذ منتصف عام 1139هـ/ 1727م الذي يوافق تقديريًا 30 جمادى الآخرة/ 22 فبراير اعتلى سدة الحكم في الدرعية، وكان للإمام محمد عدة أعمال تدل على جهوده الكبيرة لتأسيس الدولة منذ تسنمها عام 1139هـ/ 1727م، منها:

* توحيد أحياء الدرعية ضمن إدارة واحدة، فأصبحت غصيبة والمليبيد تحت حكم إمام واحد.

* بناء سور محيط بالدرعية، لصد الهجمات التي تستهدف الدرعية من القوى المحيطة.

* الاهتمام بحفظ سيادة الدولة الداخلية والخارجية، حيث كان حريصًا على فرض سلطة الإمام وعدم تجاوزها، وكان كذلك لا يقبل بالتدخلات الخارجية ضمن حدود دولته.

* ضبط الأمن الإقليمي في الدول المجاورة، منها حينما شارك في إعادة دهام بن دواس لإمارة الرياض عام 1151هـ/ 1738م.

* الاستقلال التام عن تأثير القوى الكبرى المهيمنة على كثير من الإمارات النجدية.

* توحيد معظم منطقة نجد تحت حكمه.

* تأمين طرق الحج والتجارة المتصلة بمنطقة نجد.

* ضبط الموارد المالية الداخلية للدولة.

* ازدهار الحياة العلمية في الدرعية.

نتائج هذه الإجراءات
ويعلق "العريفي" قائلاً: "بهذه الجهود التي بذلها الإمام محمد بن سعود أصبحت الدولة السعودية الأولى ملاذًا لكثير من التجار والعلماء، كما أصبحت منارة للمؤثرين في المجتمع، ومن أبرز من قدم إليها: الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي وجد قبولًا لدى الإمام محمد بن سعود، وأصبحت الدرعية منصة إشعاع إصلاحي عم بنفعه أرجاء العالم الإسلامي".

لكل مواطن أن يفخر بيوم التأسيس
وينهي الكاتب قائلاً: "إن يوم التأسيس من الأيام الوطنية التي يحق لكل مواطن أن يفخر فيه بالمنجز الوطني الكبير الذي تحقق على أيدي أئمة أفذاذ، وملوك عظام، سطروا بمداد من نور أمجاد المملكة العربية السعودية، بعمقها الحضاري المجيد، وإرثها التاريخي العريق في سجلات المجد والشرف والإباء".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org