"الخطر الداهم".. "آل شرمة" يطالب بإغلاق المحلات التي تبيع سلعًا مقلدة

"الخطر الداهم".. "آل شرمة" يطالب بإغلاق المحلات التي تبيع سلعًا مقلدة

يطالب الكاتب الصحفي د.علي آل شرمة بتغليظ العقوبة على المحلات التي تمارس الغش التجاري ببيع سلع مقلدة، لتصل العقوبة إلى إغلاق المحلات وشطب السجلات التجارية؛ وذلك بعد الانتشار الرهيب للسلع المقلدة التي تباع نهارًا جهارًا، رغم خطورتها على صحة المواطنين والتي قد تصل إلى التسبب في الحوادث والموت، بالإضافة إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني؛ بسبب عدم تحصيل ضرائب ورسوم نظامية، كما تتسبب في خسائر للشركات صاحبة العلامات التجارية.

عقوبة انتهاك حقوق العلامات التجارية

وفي مقاله "السلع المقلدة.. خطر داهم يهدد سلامتنا" بصحيفة "المدينة"، يقول "آل شرمة": "لفت نظري خلال الأيام الماضية تصريح صحفي للمتحدث باسم الهيئة السعودية للملكية الفكرية، سالم المطيري؛ أشار فيه إلى أن عقوبة انتهاك حقوق العلامات التجارية، قد تصل للسجن 3 سنوات وغرامة مليون ريال. واستدرك: العقوبة المتعلقة بالحق العام تصل إلى غرامة تُقَدر بـ250 ألف ريال، وقد تتضاعف في حال تكرار المخالفة، إضافة إلى السجن لمدة لا تزيد على 6 أشهر، ومصادرة وإتلاف المواد المضبوطة؛ فيما لا يوجد حد أقصى لتعويض المتضررين؛ بحيث ينبغي أن يتناسب التعويض مع حجم الضرر الواقع".

انتشار سلع مقلدة قد تؤدي إلى الموت

ويعلق "آل شرمة": "الناظر إلى أسواقنا التجارية يفاجأ بالانتشار الرهيب للسلع المقلدة التي تباع نهارًا جهارًا، ودون خشية من متابعة أو ملاحقة، رغم ما ينطوي على هذه المخالفة من سلبيات هائلة، لا تقتصر فقط على الإضرار بالاقتصاد الوطني، أو الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية؛ وإنما تتجاوز ذلك لتشكل خطرًا داهمًا على صحة المستهلك وسلامته، وقد يصل بها الحد إلى تهديد حياته؛ لا سيما عند استخدام منتجات كهربائية رديئة الصنع؛ لا تتقيد باشتراطات السلامة، يمكن أن يتسبب في حدوث الحرائق أو انفجارها في وجوه المستهلكين".

السلع المقلدة وصلت إلى الأدوية

ويضيف الكاتب: "ومما يزيد من خطر هذه المنتجات الرديئة الصنع، أن القسم الأكبر منها يتعلق بمستحضرات التجميل والعطور والشامبوهات، التي لا يكاد يخلو منها أي من المنازل، ويستخدمها جميع أفراد الأسرة تقريبًا؛ وهو ما يرفع احتمال حدوث أضرار على البشرة، أو الإصابة بالعمى في بعض الحالات.. ولم تقتصر دائرة الغش التجاري وتقليد السلع على هذه السلع؛ بل امتدت لتشمل الأدوية والعلاجات التي يُفترض أن تساعدنا على الشفاء؛ لكنها للأسف تمثل خطرًا داهمًا على مستخدميها، وتعرضهم لاحتمال حدوث مضاعفات خطيرة.. كذلك تنتشر في الأسواق قطع غيار السيارات المقلدة والإطارات مجهولة المصدر، أو منتهية الصلاحية؛ مما يتسبب في الكثير من حوادث السير المميتة، التي أدت إلى إزهاق أرواح بريئة؛ وفق ما تؤكده إحصاءات وزارة الداخلية التي تقوم -ممثلة في الإدارة العامة للمرور- بعمل حملات توعوية بصورة متكررة لتحذير السائقين من استخدام الإطارات المغشوشة، وغير المطابقة للمواصفات".

أضرار على اقتصادنا الوطني

ويُلفت "آل شرمة" إلى أضرار السلع المقلدة على اقتصادنا الوطني، ويقول: "أما على الصعيد الاقتصادي، فلا يخفى علينا جميعًا الأضرار التي تترتب على هذه المخالفة، وفي مقدمتها عدم تحصيل الضرائب والرسوم المحددة نظاميًّا، فمعظم تلك السلع مجهولةِ المصدر تدخل بلادنا عن طريق التهريب، كما يتم صنع بعضها -لا سيما الملبوسات- في شقق أو منازل منعزلة، حولتها بعض العمالة غير النظامية إلى مصانع صغيرة بعيدًا عن أعين الجهات المسؤولة.. وهناك جانب غير أخلاقي لهذه التجارة؛ يتمثل في عدم وجود العدالة وسرقة حقوق الغير، فالشركات التي تقوم بصناعة منتجاتها أو تقوم باستيراد السلع بصورة نظامية؛ تنفق مبالغ طائلة لأجل تطوير تلك المنتجات، وتجهيز المصانع، وتوظيف العمالة، ومصاريف الدعاية والإعلان، وغير ذلك من المصروفات.. وفي غمضة عين وبعيدًا عن الرقابة؛ يأتي مجهولون، منحوا ضمائرهم إجازة مفتوحة؛ ليستولوا على حقوق غيرهم عن طريق تصنيع منتجات مشابهة ظاهريًّا؛ لكنها رديئة الصنع، أو استيرادها بمبالغ زهيدة؛ ليقوموا بتسويقها وجني أرباح طائلة بدون وجه حق".

تُباع دون خوف من ملاحقة قانونية

ويضيف "آل شرمة": "مع التسليم بالجهود المضنية التي تقوم بها الأجهزة المختصة لضبط الأسواق؛ إلا أن ما يثير الدهشة هو أن هذه السلع المقلدة ورديئة الصنع تُباع بصورة علنية؛ بل إن كل المحلات في الأحياء الشعبية تعرضها دون خوف من ملاحقة قانونية، وتكفي جولة بسيطة لمفتشي وزارة التجارة أو حماية المستهلك لضبط هذه المحلات، وإيقاع العقوبات المنصوص عليها قانونًا بحق المخالفين".

أغلقوا هذه المحلات واشطبوا السجلات التجارية

ويُنهي "آل الشرمة": "لأن أرواحنا ليست رخيصة، وسلامة أبنائنا لا ينبغي أن تكون وسيلة في أيادي بعض المستهترين وعديمي الضمير، الذين يبحثون عن تحقيق الأرباح المادية ولو على حساب حياتنا ومستقبل أبنائنا؛ لذلك أتمنى إعادة النظر في تغليظ العقوبة على المخالفين، لتكون زاجرة ورادعة؛ بحيث تشمل إغلاق المحلات التي تبيع هذه السلع المقلدة لفترات محددة، وفي حال تكرار المخالفة يتم إغلاقها بصورة نهائية، وشطب السجلات التجارية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org