قبل شهرين من الآن لم يكن معدل الرضا والتفاؤل عالياً عن تعيين الأمير الشاب محمد بن سلمان؛ فكثير من قال وكرر بأن منصب وزارة الدفاع خصوصاً يحتاج إلى خبرة عسكرية وسياسية عريضة، ولا يحتاج إلى شاب طموح حتى لو كان ابناً للملك. وربما لو كان هناك قياس لاستطلاعات الرأي لوجدنا بوناً شاسعاً في مدى الرضا والشكر بين الحالتين للشخص نفسه، وبالمنصب نفسه.
فمثلاً، كُتب في وقت سابق أن الرئيس السوداني عمر البشير دخل غرفة الاجتماعات مع الأمير محمد بن سلمان حليفاً إيرانياً، وخرج حليفاً سعودياً مشاركاً في عاصفة الحزم، بل مصدراً قراره بطرد جميع البعثات الإيرانية من أراضي السودان. وقد ذكرت صحيفة البايس الإسبانية "نشاط محمد بن سلمان البارز في وزارة الدفاع لا يشير إلى نقص في الخبرة أو القوة المؤهلة لهذا المنصب المهم". فيما قالت الفايننشال تايمز أيضاً "محمد بن سلمان رجل إدارة، لا يكل ولا يمل خلال تعامله مع المجالس التي يقوم فيها المدنيون بتقديم الطلبات والتظلمات".
ما سبق أن اخترته هو إشارة لثلاثة روافد إعلامية مختلفة عن قدرة محمد بن سلمان السياسية في حادثة لقائه بالرئيس السوداني البشير، وأخرى عسكرية بحسب تصنيف إعلام إسباني، وأخرى إدارية بحسب الفايننشال تايمز. هنا يكون لنا الحق بالاقتناع والفخر بالوجوه الشابة في القيادة السعودية، التي أثبتت في شخص الأمير محمد قدرة هائلة على العمل والإنجاز وملاحقة الفساد.
هذا الرجل لا يوجد لديه وقت للتراخي؛ فمن إنهاء واجبات عمله الوزاري (الثلاثي الجانب)، إلى عمله السكرتاري لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، إلى أعماله الخيرية الكثيرة في مؤسسته.. بل إن الأمير منذ توليه سدة وزارة الدفاع سعى إلى تطوير العمل بين قطاعاتها مقترناً بسرعة الإنجاز والمعاملات، ووقوفه عليها، خصوصاً وهو الرجل الذي يباشر العمل في مكتبه من الصباح الباكر.
ووفقاً لذلك فقد تحولت وزارة الدفاع إلى خلية نحل سريعة تدفق المعاملات بعيداً عن البيروقراطية العسكرية؛ فالأمر الذي كان يحتاج لأيام ولجان هو الآن أصبح يحتاج إلى ساعات قلائل لينتهي.
في اعتقادي، إن محمد بن سلمان سيكون رمزاً قومياً بارزاً في مراحله القادمة؛ لأنه يحمل مقومات ذلك الشباب، ومحاربة الفساد، والنجاح العالمي المدوي - بإذن الله - لعاصفة الحزم.. ومن ذلك يكون الرهان على الشباب وابن سلمان رهاناً ناجحاً.