نجحت شركة أرامكو في تحقيق كل ما سعت إليه وخططت له في اكتتابها العام؛ إذ مرت مراحل الاكتتاب، سواء للأفراد أو المؤسسات، بآلية مثالية، ووتيرة سريعة، تؤكد احترافية الشركة، وقدرتها على تحقيق كل مستهدفات رؤية 2030 التي وعدت بها قبل ثلاث سنوات، بإنجاز عملية الطرح.. وها هي تفي بوعدها.
ويدعم الطلب القوي على أسهم أرامكو خلال فترة الاكتتاب العام، سواء للأفراد أو الشركات والمؤسسات، الإقبال على تداول السهم، وهذا ما حدث اليوم مع بدء تداول السهم في سوق الأسهم السعودية؛ إذ صعد السهم بالحد الأقصى المسموح به للزيادة، وهو بنسبة 10 % فوق سعر الطرح العام الأولي. ليس هذا فحسب، بل كانت أسهم أرامكو الأكثر ارتفاعًا ونشاطًا بالكمية في تداولات السوق؛ وعليه أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية اليوم مرتفعًا 67.30 نقطة؛ ليقفل عند مستوى 8133.72 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها أكثر من 4 مليارات ريال.
وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 175 مليون سهم، تقاسمتها أكثر من 150 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 139 شركة ارتفاعًا في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 45 شركة على تراجع.
السعادة الغامرة
ويُظهر مستوى الطلب القوي على أسهم أرامكو الثقة العالية في الشركة ومستقبلها، فضلاً عن الثقة في استراتيجيتها للنمو؛ إذ بلغت قيمة إجمالي طلبات الاكتتاب ما يعادل 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المسجل في عام 2018م.
ومَن تابع الأحداث التي مرَّ بها اكتتاب أرامكو منذ بدايته يتأكد أنه يمثل لحظة محورية بالنسبة للتاريخ الاقتصادي للمملكة التي منحت الفرصة للمواطنين والمستثمرين حول العالم للاكتتاب في أكبر شركة نفط على وجه الكرة الأرضية. ويدل على ذلك أن هذا الاكتتاب استقطب أكثر من 5 ملايين مساهم جديد من شريحة الأفراد، يمثلون ما يقارب 15٪ من سكان السعودية.
وبذلك أصبح المساهمون الآن طرفًا مشاركًا في مستقبل الشركة ومستقبل السعودية، وشاهدي عيان على سعي الشركة لتحقيق القيمة المضافة على المدى الطويل.
ويفتخر المواطنون اليوم باكتتابهم في أرامكو السعودية، ويشعرون بالسعادة الغامرة؛ لأنهم لأول مرة يمتلكون شيئًا في أرامكو، التي بلغت شهرتها وسمعتها الآفاق.
ارتفاع الطلب
وسجل الطلب من شريحتَي المؤسسات والأفراد إقبالاً كبيرًا، وكان لافتًا لجميع المراقبين والمحللين في الداخل والخارج؛ إذ بلغ عدد المكتتبين الأفراد 5 ملايين مكتتب، يمثلون نحو 15 في المئة من إجمالي سكان السعودية. وضمت شريحة المؤسسات مستثمرين من المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومستثمرين أجانب مؤهلين. وعلى مستوى شريحة المؤسسات تمت التغطية بواقع 6.2 مرة، بينما تمت تغطية شريحة الأفراد بواقع 1.5 مرة.
وإجمالاً، تمت تغطية الاكتتاب العام بواقع 4.65 مرة؛ وهو ما يشير إلى ارتفاع الطلب على أسهم الشركة.
وحرص مديرو الاستثمار على زيادة حصتهم من أسهم الشركة بشكل يفوق وزنه في المؤشر العام للأسهم السعودية؛ والدليل على ذلك الإقبال الكبير الذي شهده اليوم الأخير من اكتتاب المؤسسات، وحرصها على اقتناص الفرصة لآخر لحظة من الاكتتاب، ولإبقاء أموالها عاملة في السوق.
وانتهت فترة اكتتاب المؤسسات في أسهم شركة "أرامكو السعودية" 4 ديسمبر، وبلغت طلبات المشاركة خلال الـ17 يومًا الأولى لاكتتاب المؤسسات 189.07 مليار ريال، وبلغ إجماليها 5.91 مليار سهم.
الطريق الصحيح
وتسير شركة أرامكو اليوم في الطريق الصحيح، وتعزز قدراتها وإمكاناتها في مجالات الطاقة كافة، ورفعت الشركة ـ وفق تقريرها السنوي ـ احتياطيات السعودية من النفط المكافئ للشركات التي تديرها أرامكو إلى 333 مليار برميل، وحققت صافي ربح 46.9 مليار دولار في النصف الأول 2019، مقابل 53.02 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي.
وتتربع الشركة على عرش أكثر شركات العالم ربحية، بربح يومي 300 مليون دولار في 2018، وبلغت سنويًّا 111 مليار دولار؛ وهو ما يشكل ارتفاعًا بـ46 % عن أرباح 2017. كل هذه الأرقام تعزز من إمكانات الشركة، وتعلي من اكتتابها في أسواق المال المحلية والأجنبية.