رصدت "سبق" خلال تغطيتها الميدانية لأسواق الأغنام والمواشي في الرياض ومحافظات: ضرما وحريملاء وشقراء والمجمعة، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعارها بشتى أنواعها بنسبة تجاوزت ٢٥%؛ وذلك مع بدء العد التنازلي لدخول شهر رمضان.
ولاحظت الجولة ضعفاً واضحاً في الطلب وعمليات البيع وصل إلى ٦٥% أقل من العام الماضي، بينما أكّد عددٌ من مربي الماشية أن ارتفاع أسعارها يرجع لأسبابٍ كثيرة، فيما شدّد المواطنون أن ارتفاع الأسعار غير مبرر.
تفصيلاً، قامت "سبق"، بجولة ميدانية في أسواق الأغنام والماشية، شملت العاصمة الرياض، ومحافظات: ضرما وحريملاء والمجمعة وشقراء، ولاحظت ارتفاعاً في أسعار الأغنام؛ حيث متوسط سعر الأغنام المعروضة من نوع النعيمي والحري الذي يبلغ عمره ٣ أشهر يتراوح بين ١٣٠٠ و١٥٠٠ ريال، فيما يتراوح سعر التي يبلغ عمرها ٦ أشهر فما فوق بين ١٨٠٠ و٢٤٠٠ ريال، بارتفاعٍ عن أسعارها قبل رمضان بنسبة وصلت ٢٥%.
وتجاوزت بعض الأغنام ٢٥٠٠ ريال، لتصل الأنواع الجيدة منها إلى ٢٨٠٠ ريال، أما "التيوس" فقد قفزت أسعارها من ٧٠٠ ريال لتصل إلى ٩٠٠ ريال، وقد تصل إلى ١٠٠٠ ريال في بعض الأنواع الجيدة بنسبة زيادة وصلت ٣٠%.
ولاحظت جولة "سبق"، ضعفاً في الطلب وعمليات البيع؛ حيث أكّد عددٌ من أصحاب الماشية أن نسبة ضعف البيع والطلب بلغت ٦٥% مقارنة بالعام الماضي، فالمعروض كثير والطلب قليل جداً، وقال أحد مُربي الماشية الذي باع العام الماضي ٥٠ خروفاً، لم يبع هذا العام سوي ١٧ خروفاً تقريباً.
والتقت "سبق"، مربي الماشية والأغنام، كما قابلت مرتادي السوق من المواطنين؛ حيث أكّد أصحاب الماشية والأغنام أن الأسعار تعد طبيعية، بالنظر لتكاليف تربية تلك المواشي، وقال المواطن محمد الحربي: "السبب الرئيس لارتفاع أسعار الأغنام والماشية هو غلاء الأعلاف؛ فسعر كيس الشعير ارتفع خلال السنوات الماضية من ٥٢ إلى ٦٤ ريالاً، ثم واصل الارتفاع ليصل إلى ٨٣ ريالاً للكيس الواحد".
وأضاف: كذلك أسعار الأعلاف الأخرى خلال السنوات الماضية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، فسعر لبنة "البرسيم" الواحدة التي يبلغ طولها 95 سم إلى متر، ارتفعت من ٢٢ ريالاً إلى ٢٧، ثم ٣٥ ريالاً، كما سجلت قيمة الأعلاف من "التبن" و"الذرة" ارتفاعاً قياسياً، عندما أصبحت تباع بسعر ٢٠ ريالاً للحبة الواحدة بعد أن كان سعرها ١٢ ريالاً قبل سنوات".
وقال المواطن عبدالله حمد: مربو الماشية يواجهون صعوبات عدة في تربيتهم لها؛ حيث تسبّبت تلك العقبات في ارتفاع أسعار الماشية؛ نظراً لارتفاع تكلفة تربيتها، ومن ذلك الغلاء في الأدوية والتحصينات، إضافة إلى عدم توافرها في بعض الأحيان، كما يعاني مربو الماشية قلة رعاة الأغنام وندرتهم، إضافة إلى ارتفاع مرتباتهم.
وأضاف: من أهم أوجُه المعاناة التي يواجهها مربو الماشية، دخول العمالة في أسواق الأعلاف واحتكارها للأسعار؛ إذ تقوم العمالة بشراء الأعلاف من المزارعين بأسعارٍ منخفضة ويتفقون على بيعها بسعرٍ مرتفع وموحّد على مربي الماشية.
أما المواطن محمد المقحم، فيرى أن من أسباب ارتفاع الأسعار، احتكار الشريطية المواشي المعروضة للبيع، وقال: إن كثيراً ما نجد السماسرة "الشريطية" يستقبلون مُربي الأغنام في أبواب الأسواق، ويتلقون الركبان، ويشترون الماشية بأسعارٍ متدنية، ثم يعرضونها بأغلى الأسعار بعدما يحتكرون ما في السوق من مواشٍ، والمشكلة أنهم لا يرضون بالربح اليسير، بل يرفعون الأسعار ويعرضون المواشي بأسعار خيالية، والضحية المستهلك وصاحب الماشية.
من جهتهم، يرى المواطنون المستهلكون ومرتادو الأسواق، أن ارتفاع أسعار الأغنام هذه الأيام لنسب وصلت ٢٥%، ارتفاع غير مبرر إطلاقاً؛ حيث قال المواطن محمد السالم: "أسعار الأعلاف لم تتغير منذ عام؛ بل سعر كيس الشعير نزل من ٨٧ ريالاً حتى بلغ الآن ٨٣ ريالاً، وسعر البرسيم نزل هذه الأيام من ٣٥ حتى بلغ ٢٨ ريالاً؛ بل وصل إلى ٢٥ ريالاً في بعض الأسواق".
أما المواطن مساعد بن محمد؛ فقال: "كنا ننتظر نزول أسعار الأغنام بسبب هطول الأمطار في وقتٍ مبكرٍ هذا العام لأن كثيراً من مربي الماشية توقفوا عن تعليف أغنامهم منذ ٣ أشهر لأنها ترعى من الربيع الذي عمّ أغلب المناطق".
وتابع: "إلا أننا فوجئنا بأن أسعار الأغنام ترتفع قُبيل رمضان بنسبة تجاوزت ٢٥ % عن العام الماضي؛ ما تسبّب في ركودٍ كبيرٍ في عمليات البيع تجاوز ٦٥% مقارنة بالبيع في العام الماضي".