لم تكن رحلة الفنانة التشكيلية السعودية نورة الناصر مسارًا فنيًا تقليديًا، بل بدأت من معاناة مع تشتّت الانتباه، تحوّلت لاحقًا إلى نقطة قوة صاغت بها أسلوبها ورسّخت حضورها محليًا وعالميًا. فمن غرفة صغيرة في الرياض، كانت تفرّغ فيها طاقتها المتنقلة بين الخط والرسم والنحت، إلى منزلٍ أصبح "بيت الفنانة" يستقبل زوارًا من أنحاء العالم.
في زقاق هادئ بالرياض، يفتح الزائر باب "بيت الفنانة" ليجد نفسه أمام عالم إبداعي مختلف. منزل تحوّل إلى مرسم، ومرسم تطوّر إلى مشروع فني حيّ يستقبل المهتمين بالفن من حول العالم. خلف هذا المشروع تقف "الناصر"، التي حولت الألم والتشتت إلى أدوات للجمال والإبداع.
وجدت نورة دعمها الأول في والدتها، التي كانت تحيك الكروشيه وتكتب الشعر، لتكون المحفّز الأول لشغفها الفني. بدأت مبكرًا بإتقان الخط العربي بالفطرة، ثم انطلقت لتعلّم الرسم والنحت، مؤكدة أن ما تعتبره "نعمة تشتّت الانتباه" منحها القدرة على إتقان أكثر من فن في وقت واحد.
خاضت نورة تجارب فنية في أكثر من 15 دولة، تعلمت النحت في أمريكا وإيطاليا، والفسيفساء في إسبانيا، والرسم الجداري في باريس، والرسم الحي في لندن. وخلال هذه الرحلات، أنتجت نحو 50 عملًا فنيًا لصالح جهات وأفراد، ما شكّل قاعدة صلبة لمسيرتها.
شاركت الناصر مؤخرًا في معرض "ليالي دبي الفنية"، ممثّلة المملكة ضمن مجموعة من الفنانين العالميين. وأكدت أن التجربة أضافت لها بُعدًا ثقافيًا جديدًا ورسّخت حضورها في الساحة الفنية الدولية.
منزل نورة الناصر بات يحمل اسم "بيت الفنانة"، مشروع إبداعي تستقبل فيه الزوار لخوض تجربة فنية تفاعلية أقرب ما تكون لمعرض داخل قصة شخصية. تسعى من خلاله لتعريف الزوار بأعمالها وتاريخها وأسلوبها الفني.
تعمل الناصر حاليًا على مشروع لابتكار خط عربي جديد، وتطمح لدمج الفن التشكيلي بالحركة الرياضية لإنتاج أعمال تجسّد العلاقة بين الجسد والفن، واصفة هذا التوجه بأنه "مرحلة جديدة للفن السعودي المعاصر".
بطموح لا يهدأ، تسعى نورة لبناء شبكة علاقات فنية عالمية، وجلب التجارب الدولية إلى المشهد المحلي، بهدف "تقديم بصمة فنية سعودية تُرى وتُقدَّر عالميًا".