"الشمراني": شروط "الرخصة الإعلامية" بحاجة إلى مراجعة ويجب على "المرخص" تطوير نفسه بالتدريب

أشار إلى أنها ليست وظيفة رسمية فقط .. وأن كثيرًا من "الهواة" فاقوا أقرانهم في الأداء
جيلاني الشمراني
جيلاني الشمراني

أوضح المستشار والمدرب الإعلامي "جيلاني الشمراني" لـ"سبق" أن العمل الإعلامي حُب وتعلّم وشغف وممارسة وتدريب مستمر، وعلينا أن نتساءل من الذي يحق له ممارسة مهنة الإعلام وهنا الحديث عن العمل الإعلامي الحُر، كهواية وليس كوظيفة رسمية لأن هذه لها مسارها وما يثبتها وتعد وظيفة رسمية.

وأضاف أن الكثير منا يحب ممارسة العمل الإعلامي كشغف وعشق، إضافة إلى عمله الأساس، سواء مقدم برامج أو مذيع أو محرر صحفي ومصور، ونحوه من الأنشطة التي تصنف تحت مسمى عمل إعلامي، وعشنا فترة اسميها فوضى وتخبط أسهم في حدوثها غير المختصين وتلبسها السنابيين ومشاهير التواصل الاجتماعي ممن لا يفرق بين الخبر والتقرير، ولا بين الظاء والضاد، والتاء المربوطة ومتى تكتب في الوصل والوقف.

وزاد أن ذلك أسهم بالإضرار بمهنة الإعلام وحصلت كوارث وطوام، وأخطاء لغوية لا تليق بسمعة بعض المؤسسات الإعلامية نتيجة إعطاء الأمر لغير أهله، سواء بمحاباة ووساطة، أو جهلاً بمعايير المهنة حسب نوعيتها وتخصصها، فالتحرير الصحفي له صفات ومهارات، والمقدم وتقديم البرامج له مهارات وفن ظهور، والمذيع يجب توافر صفات ومهارات خاصة فيه، بعضها جبلي وبعضها مُكتسب، وتوجد دورات نقدمها في كل فن من هذه الفنون تتراوح مدتها بين عشرين ساعة وحتى أربعين ساعة حسب الموضوع ومحاورة ونوعية وعمر المتدربين.

وأردف "الشمراني" أنه خلال الأعوام السبعة الماضية بدأت هيئة الإعلام المرئي والمسموع والتي أصبحت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، بوضع الأنظمة والتشريعات بجهود مشكورة، وما صدر بشأن تنظيم عمل المهنيين الإعلاميين ووضع أيقونة خاصة بهم وحثهم على التسجيل وحفظ حقوقهم، وقبل أيام أعلنت إلزامية التسجيل المهني حمايةً للحقوق وإثباتًا للمهنة، وهذا من شأنه ضبط هذا التخصص المهم ومنع الذين ليسوا متخصصين من ممارسته، وضرورة أن يكون المتقدم ممن يعمل في العمل الإعلامي كوظيفة، أو ما يسمى الاتصال المؤسسي حاليًا كون الذين يعملون فيه غالبًا مختصين وخريجي كليات إعلامية.

وتساءل: هل يكفي هذا الإجراء؟ بنظرة لا يكفي ولا نزال بحاجة إلى تنظيم أكثر، فالمعايير المطلوبة للحصول على الرخصة الإعلامية تحتاج إلى تحديث وإرفاق ما يثبت فعلاً مهنية المتقدم وكفاءته، فقد شاهد عبر منصات التواصل الاجتماعي من أخرج هذه الشهادة وهو ضعيف جدًا في التخصص الذي صُرّح له بممارسته، وهذا يعيدنا للمربع الأول، ويضعف من المخرجات التي نريدها أن تكون متوافقة مع رؤيتنا وتُظهر المهنيين الإعلاميين بشكل لائق.

وبيّن المستشار والمدرب الإعلامي كيف لمن لا يستطيع محاورة ضيف ولم يسبق له ذلك سوى في حفل عام أو ندوة قدمها مرة أو مرتين، يستخرج تصريح "مقدم برامج"؟ ونقيس عليه بقية التخصصات، فنحن بحاجة إلى دقة ورفع المعايير المطلوبة لاستخراج التصريح، وكذلك دورات متقدمة في التخصصات الإعلامية تعقد بشكل دوري وينزل لها برنامج سنوي يرسل على إيميلات الإعلاميين الذين صُرح لهم، كما يجب أن توضع معايير وإلزام للجهات الحكومية وغير الحكومية التي تقيم المؤتمرات والندوات ونحوه بأن يشترط وجود رخصة مهنية إعلامية لمن يُختار لتقديم عمل إعلامي سواءً تقديم أو تحرير أو مونتاج وغيره.

وأضاف أنه يجب لكل من حصل على هذه الرخصة عليه تطوير نفسه بشكل دوري ليكون خير من يمثل زملاءه، ومهنة الإعلام تتطور بتسارع، وبعض المعايير تتجدد، فكن متجددًا واكتسب المهارات واتعب على نفسك لترفع من قيمتك السوقية، فالعمل الإعلامي له رواج كبير ومجالاته كثيرة ومستقبله واعد، ومع ما حققه وطننا من منجزات كبيرة وهذا السوق المفتوح بمنتدياته العالمية التي تُقام هنا، نحتاج إلى الإعلاميين المهنيين في جميع المجالات، الرياضية والسياحية والاقتصادية، والتراثية، والقطاع غير الربحي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org