كان العام الماضي في تاريخ ولاية العهد السعودية عاماً استثنائياً ليس على المستوى المحلي فحسب؛ بل على المستوى الدولي كذلك بالزيارات الرسمية على مستوى العالم، وتوقيع اتفاقيات وشراكات عمل واقتصاد لدول لها وزنها في المجالات التقنية والصناعية.
وفي اليوم الوطني الـ88 الذي يوافق اليوم الأحد، يستذكر السعوديون والعالم قرارات السعودية الجديدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبدعم من قائد الإصلاح ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- والتي أسهمت في إشراك المرأة في التنمية والاقتصاد، ومنحها حقوقها؛ إيماناً من القيادة الجديدة بدور سيدات المجتمع في دفع عجلات التنمية والاقتصاد، فجاء القرار التاريخي برفع الحظر عن قيادة النساء، وتعيين تماضر الرماح أول سيدة تشغل منصب مساعدة وزير بالمرتبة الممتازة، كذلك قرارات لامست حاجة المواطن فجاء صرف بدل غلاء المعيشة.
قيادة المرأة للسيارة
وبالعودة للقرارات التي أقرّت في العام الماضي، نجد الكثير من الإصلاحات والتغييرات، ولعل أبرزها الذي شغل العالم هو السماح للنساء بالقيادة؛ ففي تاريخ 6 محرم العام الماضي صدر أمر سامٍ جاء في نصه: اعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية -بما فيها إصدار رخص القيادة- على الذكور والإناث على حد سواء، وتشكيل لجنة على مستوى عالٍ من وزارات: الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية؛ لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، وعلى اللجنة الرفع بتوصياتها خلال ثلاثين يوماً من تاريخه، ويكون التنفيذ -إن شاء الله- ابتداءً من 10 شوال المقبل 1439هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه، فعملت الجهات الأمنية والخدمية بتوفير البنية التحتية، وجلست بنات حواء وراء المقود بعد عقود من الحظر، ورحّب العالم بهذا القرار الذي منح السعوديات المزيد من الثقة.
قانون التحرش
وحفاظاً على الأخلاق العامة، ولما ينتج عن التحرش من مضارّ نفسية واجتماعية، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في 8 محرّم بإعداد مشروع نظام لمكافحة التحرش، ووجّه -حفظه الله- وزير الداخلية بإعداد مشروع نظام لمكافحة التحرش، والرفع عن ذلك خلال ستين يوماً وإكمال اللازم، وفي رمضان أقرّ القانون، والذي عرّف جريمة "التحرش" في النظام، والتي تطبّق عليها أحكام النظام، بأنها كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي يصدر من شخص تجاه أي شخص آخر يمس جسده أو عرضه أو يخدش حياءه بأي وسيلة كانت بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة، ووفقاً لمواد النظام لا يحول تنازل المجني عليه أو عدم تقدمه بالشكوى، دون حق الجهات المختصة نظاماً في اتخاذ ما تراه محققاً للمصلحة العامة، وتم تطبيقه فعلياً قبل أشهر.
بدل غلاء وموعد للرواتب
وتلمّساً لهموم المواطنين ولما ترتب على إعادة هيكلة الاقتصاد من زيادة أعباء المعيشة، صدرت جملة قرارات في 19 ربيع الآخر أفرحت المواطنين، وكانت محور أحاديثهم، ولعل أبرزها صرف بدل غلاء معيشة بمقدار 1000 ريال للموظفين و500 ريال للمتقاعدين، وصرف العلاوة السنوية للموظفين، وتحديد موعد صرف الرواتب في السابع والعشرين من كل شهر ميلادي، وعمّت الفرحة المواطنين تلك الليلة.
إثبات الحضانة بلا دعوى
وفي تاريخ 22 من جمادى الآخرة، حسم وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور وليد بن محمد الصمعاني، الاستفسارات الدائرة حول حق حضانة الأولاد، مؤكداً وقتها أحقية الأم في إثبات حضانة أولادها في الحالات التي ليس فيها نزاع، دون الحاجة لإقامة دعوى قضائية لإثبات ذلك، كما كان معمولاً به سابقاً.
الرياضة بمدارس البنات
وسعت الدولة بتوفير بيئة نسائية مستقلة لممارسة الرياضة وفق الأخلاق الشرعية والمجتمعية خاصة في حقول التعليم، ودعماً للصحة النسائية، فأصدر نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي، تعميماً في الثامن من شعبان الماضي لجميع إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات، تضمن خطة تطبيق برنامج تصميم مواصفات وزي للطالبات لممارسة الأنشطة البدنية في مدارس التعليم العام، ابتداءً من العام الدراسي الحالي.
المرأة تدخل الملاعب
وضمن أبرز القرارات الجريئة والداعمة للسيدات، عقد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ اجتماعاً في التاسع من صفر تمخض عنه قرارات شاملة للرياضة السعودية جاء فيها تماشياً مع توجهات قيادتنا الرشيدة، وما توليه من اهتمام بكل فئات المجتمع فقد تقرر البدء في تهيئة ثلاثة ملاعب (استاد الملك فهد في الرياض/ مدينة الملك عبدالله في جدة/ ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام) لتكون جاهزة لدخول العائلات وفقاً للضوابط الخاصة بذلك مطلع 2018، وقد لقي القرار ترحيباً واسعاً.
تعيين تماضر الرماح
وأيضاً عيّنت تماضر الرماح أول امرأة سعودية تشغل منصب نائب وزير العمل في السعودية بالمرتبة الممتازة، فقعدت على الكرسي كنائب لوزير العمل والتنمية الاجتماعية (للتنمية الاجتماعية)، ضمن سلسلة الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
رخص المحاميات الموثقات
وفي إطار التحول الوطني وتطوير المنظومة العدلية، كشفت وزارة العدل في شوال عن منح 12 امرأة رخصة التوثّيق، التي تخولهن القيام ببعض خدمات كتابات العدل، وبذات الصلاحيات الممنوحة للموثقين، وذلك لأول مرة في تاريخ الوزارة.
تسديد ديون الأندية خارجيّاً
ودعماً للرياضة وإيماناً بأهميتها في التنمية والاقتصاد جاء توجيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في رمضان الماضي بتسديد الديون والمستحقات الخارجية كافة المطلوبة من الأندية السعودية، وأكد سموه حين ذاك على ضرورة تسليم لاعبي المنتخب رواتبهم المتأخرة، ليسهم في تجنيب الأندية عقوبات انضباطية قاسية من "فيفا" السلطة الرياضية الأعلى في العالم كانت ستؤثر على سمعة الرياضة السعودية دوليّاً.
دعم الجمعيات الخيرية
وفي جمادى الآخرة، أكمل مشروع محمد بن سلمان الخيري دعم الجمعيات الخيرية في جميع مناطق المملكة؛ حيث استفاد منه أكثر من 102 ألف مستفيد ومستفيدة شملت دعماً مالياً وبرامج تنموية تعتمد على التدريب والتأهيل والدعم والاستدامة، فيما بلغ دعم ولي العهد لمشروعه الخيري 100 مليون ريال، شملت 70 جمعية في جميع مناطق المملكة، حيث بلغ الدعم المقدم لمنطقة الرياض 23 مليون ريال ومنطقة مكة 15 مليوناً، والشرقية 16 مليوناً، ومنطقة القصيم 16 مليوناً، والمدينة 6 ملايين، وحائل 6 ملايين، والمنطقة الشمالية 7 ملايين، والمنطقة الجنوبية 12 مليون ريال.