
أكّد المستشار التعليمي والتربوي الدكتور محمد العامري؛ أن المملكة العربية السعودية حققت إنجازات كبيرة في مجال مكافحة الأمية وتوفير فرص التعلم المستمر، مبيناً أن المملكة تبذل جهود كبيرة ومستمرة في تطوير التعليم والتحول به من الجانب الكمي إلى الجانب النوعي والارتقاء بجودته في المراحل التعليمية كافة.
ونوّه العامري لـ "سبق"، بمناسبة احتفاء الأسرة الدولية باليوم العالمي لمحو الأمية الأحد 8 / 9 / 2019م، بأن المملكة العربية السعودية في ظل رؤية 2030 وضعت يدها على مفاصل التطوير والتحسين للعملية التعليمية في المملكة التي من أهم مرتكزاتها التعلم المستمر مدى الحياة، فلقد عنيت منذ توحيدها بمواجهة مشكلة الأمية ومكافحتها بأساليب مختلفة وفق الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار التي تشرف عليها الإدارة العامة لتعليم الكبار.
وقال "المتتبع لرحلة تتطور التعليم خلال 95 عاما منذ أول ظهور لنظام تعليم في المملكة مع إنشاء مديرية المعارف عام 1343هـ حتى اليوم يجد أن الجهود متصلة وحثيثة لخفض الأمية ونشر التعليم والمعرفة في أرجاء الوطن كافة، وما انخفاض نسبة الأمية القرائية في المملكة إلى 5.6 % إلا نتيجة استخدام أساليب مختلفة في التعليم، وتنفيذ خططٍ إستراتيجية ذات عائد على المدى القصير.
وتابع الخبير التربوي"من الإنجازات التنظيمية هو التحول من مفهوم محو الأمية الضيق إلى مفهوم التعلم المستمر واستدامة التعليم مدى الحياة، ومحو الأمية القرائية، ومحو الأمية المعلوماتية والتقنية الحديثة، حيث تم تعديل مهام ومسمى الإدارة العامة لتعليم الكبار سابقاً إلى الإدارة العامة للتعليم المستمر التي تستهدف الكبار الذين لم يلحقوا بالتعليم لتزويدهم بالمهارات اللازمة لمحو أميتهم، وتعزيز قيم التعلم مدى الحياة لديهم وذلك بإتاحة فرص التعلم بالمدارس الليلية ابتداءً ببرنامج محو الأمية والمرحلة الابتدائية التي تتكون من ثلاث مراحل والمرحلة المتوسطة والثانوية.
وأضاف العامري؛ المملكة عملت على تمكين الأفراد في الفئة العمرية من (15- 16) سنة ممّن يحملون مؤهلاً ثانوياً فما دون من فرص التعلم والتدريب المتنوعة والمهارات الحياتية اللازمة لتطوير أنفسهم وذلك من خلال (مراكز الأحياء المتعلمة) وجعلت التسجيل بها مفتوحاً للجميع.
وأشار إلى أن أهمية التعليم المستمر تأتي للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030م وفي بناء المواطن السعودي الذي لم تتح له فرص استكمال التعلم من صغره ومن لم يلتحقوا بالتعليم، ليصبح قادراً على تلبية حاجاته والمشاركة الفاعلة في بناء وطنه، بما يحقق توفير فرص تعلم لكل فرد من أفراد المجتمع وتدريب مجاني لأفراد المجتمع مواكبة لاحتياج المجتمع لفرص العمل.
وقال: المتابع اليوم لإنجازات إدارة التعليم المستمر في وزارة التعليم التي تشرف على 2259 مدرسة (بنين وبنات) يستفيد من خدماتها أكثر من 90 ألف دارسٍ ودارسة، بينما بلغ عدد مراكز الحي المتعلم 305 مراكز بإجمالي عدد مستفيدين 114939 مستفيداً من طلابٍ وطالبات، يدرك حكم التطور الكبير، حيث تهدف مراكز الحي المتعلم إلى تمكين النساء في الفئة العمرية من (15 - 50) سنة ممن يحملن مؤهل الثانوية فأقل من المهارات المهنية اللازمة التي تؤهلهن للدخول إلى سوق العمل، فضلاً عن نشر ثقافة العمل التطوعي وتفعيل دور الشراكة المجتمعية.
وأشار الدكتور العامري؛ إلى أن وزارة التعليم نفّذت بمشاركة عددٍ من الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني حملاتٍ صيفية للتوعية ومحو الأمية في 94 مركزاً في الأماكن التي يصعب فيها إقامة فصول دراسية منتظمة كالمناطق النائية والهجر، حيث لا تتجاوز مدة الدراسة في هذه المراكز شهرين بما يتناسب وطبيعة هذه المجتمعات وظروف حياة أفرادها.
وتابع، بلغ عدد المستفيدين من برامج تعليم اللغتين الإنجليزية والصينية 9253 طالبا وطالبة، كما تعمل الإدارة العامة للتعليم المستمر على إعداد برامج تتضمن إتاحة فرص التعلم المتساوية للجنسين من خلال سياسات وأنظمة تحقق التكامل بين التعليم النظامي وغير النظامي وتشجع التعلم مدى الحياة وتجعله متاحاً للجميع لمحو أميتهم المختلفة، حيث لم يعد هذا المفهوم مقتصراً على تعلم مهارات القراءة والكتابة بل تجاوز ذلك إلى مفاهيم عدة فرضتها متغيرات العصر فهناك الأمية الرقمية والأمية المعلوماتية وأمية القرن الحادي والعشرين.
وختم العامري؛ حديثه بأن الوزارة أطلقت عدداً من المبادرات، ومنها (التوسع في تعليم الكبار ومحو الأمية) وهي إحدى مبادرات التحول الوطني، وتهدف إلى تعزيز قيم التعلم مدى الحياة وتمكين الأفراد من الاستفادة من فرص التعلم والتدريب المتنوعة والوصول إلى مصادر المعرفة، وتستهدف الكبار من الجنسين ممّن يحملون مؤهلات تعليمية متدنية، كما أن جهود الوزارة في محو الأمية مستمرة وتستهدف الفرد والمجتمع ببرامج تعليمية وتثقيفية وتوعوية شاملة ومتنوعة.