بدأت باكورة خطوات صناعة البن السعودي النفيس بعدما أعادها عضو مجلس الشورى الدكتور سعيد الخالدي إلى الساحة من خلال طرح فكرة "مهرجان البن" الهادف إلى دعم المزارعين وتنشيط الاستثمار في البن، وصولاً إلى مراحل متقدمة من التقدم الزراعي.
وقال الدكتور "الخالدي" لـ"سبق": البدايات مهمة والطريق لازال طويلاً حتى تتبين النتائج الاقتصادية الكبيرة وتأثيراته الاجتماعية، فبعد أسابيع من هطول الأمطار الغزيرة على عموم المملكة ومنها القطاع الجبلي بمنطقة جازان؛ المدرجات الزراعية العملاقة تتحول إلى حدائق معلقة خضراء "تسر الناظرين"، تمتد على سفوح وقمم تلك الجبال الشاهقة وتكتسي بالبن الخولاني المعروف بجودته على مستوى العالم، فتلك الجبال الشاهقة التي تعانق السحب الممطرة ومدرجات عملاقة ترتوي بمياه الأمطار الغزيرة كانت آلاف المدرجات الزراعية فيها قبل عصر الوظائف مليئة بأشجار البن الخولاني المنتجة عالي الجودة.
وأضاف: ها نحن مع قرب افتتاح مهرجان البن في نسخته السادسة تلك المدرجات الزراعية اكتست حلة جميلة استعداداً لموسم العطاء والخير وعرض هذا المنتج المهم في أجنحة المهرجان، وها نحن قرب مساء يوم غد السبت 23 ربيع الأول 1440هـ أمام حدث كبير ونجم بزغ في سماء القطاع الجبلي بمنطقة جازان وهو رعاية افتتاح مهرجان البن في نسخته السادسة من قبل أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وبحضور نائبه الأمير محمد بن عبدالعزيز، فقد استبشر أهالي القطاع الجبلي عامة خيراً عندما تمت الموافقة على إقامته قبل خمس سنوات في محافظة الداير بني مالك من قبل أمير منطقة جازان.
وأردف: لهذا المهرجان اعتبارات كثيرة وعامل مؤثر في تنمية الزراعة والسياحة في المرتفعات الجبلية بمنطقة، فكما توقعنا عند طرح فكرته على أمير المنطقة عام 1431هـ، فقد كان لهذا المهرجان نتائج ايجابية على زراعة البن وإعادة تنميته من جديد وعلى نطاق واسع ليصبح مستقبلا من أفضل المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المملكة.
وتابع: يعد مهرجان البن الجبلي دعوة للرجوع لزراعة المدرجات الجبلية واستغلالها الاستغلال الأمثل بأشجار ذات مردود اقتصادي كشجرة البن، حيث من المتوقع أن تتجه عدسات وسائل الإعلام المختلفة لتغطية أحداث افتتاح المهرجان، وهذا سيساهم في التعريف بالمهرجان وسيسلط الضوء على البن وأهمية الاهتمام به.
وأضاف: المتقصي لزراعة أشجار البن في القطاع الجبلي سيلاحظ أن الاهتمام به مر بعشرات السنين من الركود وعدم الاهتمام على الرغم أن زراعته كانت مزدهرة في سفوح تلك الجبال العملاقة، وبعد استمرار افتتاح مهرجان البن الجبلي وصولاً للنسخة السادسة سيعيد لهذا المنتج القيمة الاقتصادية والتاريخية وسيعيد للأجيال ما كان يقوم به الآباء والأجداد من اهتمام بزراعة البن في مدرجاتهم الزراعية.
وأردف: سيساهم المهرجان في إعادة التفكير في صيانة المدرجات الزراعية التي نالها الخراب والاندثار كما أن استمرار مهرجان البن في محافظة الداير بني مالك يعد نقطة تحول للقطاع الجبلي كافة، حيث سيساهم في أبرز المنطقة إعلامياً وإظهار مقوماتها الاقتصادية والسياحية والزراعية.
وتابع: إقامة المهرجان وتكراره سنويًا ساهمت في زيادة الوعي لدى المواطن خصوصًا المزارعين إلى الاهتمام بغرس أشجار البن مما يساهم في تزايد مساحاته وفرص توسعه وانتشاره في جميع السفوح الغربية لسلسلة جبال السروات الممتدة في عسير والباحة ووصولاً إلى الطائف.
وقال "الخالدي": مثل هذه المشاريع "الاستراتيجية" ذات أثر اقتصادي سيمتد لأفق بعيدة، كما حدث في الهيئة الملكية وسابك، والاهتمام بمناطق سلسلة جبال السروات الغنية بالطبيعة والمناخ المعتدل غزيرة الأمطار في منتج كالبن تعتبر أداة اقتصادية داعمة لتحقيق رؤية 2030 وتسهم في تنمية منشآت صغيرة ومتوسطة وتوفر فرص عمل مما سيدعم التنمية المستدامة في تلك المناطق، في ظل الدعم اللامحدود من قبل حكومتنا الرشيدة للمواطنين وخاصة المزارعين في جميع أنحاء المملكة.
وأضاف: المهرجان سيؤدي إلى حراك اقتصادي وبالتالي تحسين مستوى دخل المزارعين وبعد تبني ارامكو السعودية باستصلاح واستزراع مدرجات البن في عموم المحافظات الجبلية في منطقة جازان خصوصا بعد توقيع اتفاقيات شراكة مع هيئة تطوير وتعمير جبال جازان والجمعيات الخيرية في المحافظات الجبلية التي تشتهر بزراعة البن لزراعة 300 ألف شتلة "بُن" وتدريب ألف مزارع خلال ثلاث سنوات قادمة؛ فسوف يساهم ذلك في تحول سفوح جبال تلك المحافظات إلى مدرجات خضراء تكتسي بمنتج البن السعودي.
وأردف: يتوقع أنه سيكون هناك دعوات لاستثمار المدرجات الزراعية على المدى الطويل، خصوصًا إذا كانت هناك سياسة تتبناها أي جمعية تعاونية أو مؤسسات أو شركات تهتم بالبن في تلك الجبال.
وتابع: أتمنى تحقيق التالي للمساهمة في تنمية هذا المنتج المهم على مستوى الوطن: تبني جوائز سنوية لأفضل مواطن يهتم بزراعة البن في القطاع الجبلي ولأفضل مزرعة، ولأفضل مشتل ولأفضل مسوّق للبن. وإنشاء جمعية تعاونية رسمية باسم "جمعية البن السعودي" خاصة بعموم المحافظات الجبلية في منطقة جازان، تهتم بالبن ومزارعيه وتوعية المواطنين بأهميته، وتركز على الإرشاد الزراعي وعقد الندوات والدورات للمزارعين والمهتمين بزراعة البن، والبحث في تحسين وتطوير إنتاجه وطرق إكثاره وإرشاد المزارعين بالتقنيات الحديثة وأساليب العناية بها وتأسيس مركز لأبحاث البن السعودي وتتبناه جامعة جازان ليساهم في تحسين نوعية وجودة البن والعمل على انتشار مشاتل البن، نظراً لأنه سيكون هناك طلب متزايد لهذه الشجرة "القيمة" من قبل المزارعين.
واختتم بالقول: نأمل أن نرى قريبًا في المحافظات الجبلية من يتبنى إنشاء مشاتل متخصصة ومجهزة بالكامل لشتل شجرة البن وتسويقها على المزارعين.