أصبحت ظاهرة انتشار الكلاب وسط الأحياء في بعض المدن والقرى ظاهرة تشكّل خطرًا كبيرًا على الأطفال؛ بل إنها أصبحت تهاجم الكبار والصغار؛ فضلًا عما تُصدره من أصوات مزعجة ونباح طوال الليل، وتتسبب في تمزيق أكياس النفايات والعبث بها وسط الأحياء.
فبعد فاجعة مقتل الطفلة "شهد" التي نهشتها الكلاب في إحدى ضواحي الرياض؛ كاد المشهد يتكرر بعد أن هاجمت الكلاب أحد الأطفال في تبوك وتحديدًا في حي الريان فجر السابع والعشرين من فبراير 2021م؛ حيث حصلت "سبق" على تصوير من كاميرات الفيديو المنزلية أثناء مهاجمة الكلاب بسرعة فائقة للطفل وهو خارج لرمي كيس النفايات ليلًا، في منظر مخيف ومقلق على أطفالنا.
وهذه الحوادث هي امتداد لقصص كثيرة يُذكر منها ما نشرته "سبق" قبل نحو عامين لقصة مهاجمة الكلاب للطفل عبدالرحمن صالح البلوي، الذي نجى بعناية من الله؛ حيث أجريت له عملية جراحية ناجحة آنذاك في مستشفى الملك سلمان العسكري بتبوك، وتعرض وقتها لإصابات بليغة في بطنه ووجهه؛ حيث كان الطفل يلعب مع أشقائه في فناء منزلهم بحي الصفا بتبوك؛ وبينما باب المنزل الخارجي كان مفتوحًا؛ دخل أحد الكلاب، وهاجم الطفل، قبل أن يشاهده عدد من العمالة الذين كانوا يعملون في مبنى قيد الإنشاء مجاور للمنزل، ويهرعون لإنقاذه، وتم نقله للمستشفى.
وكذلك قصة المؤذن محمد الخيبري التي نشرتها أيضًا "سبق" قبل نحو عامين في تبوك، والذي هاجمته الكلاب وهو متجه للأذان لصلاة الفجر مشيًا على قدميه، وتخلص منها بصعوبة دون أذى ولله الحمد.
وتَلَقّت "سبق" عددًا من الاتصالات من أهالي أحياء الريان والرابية والصفا والشفا والقادسية والمصيف والبوادي والتعاون؛ جميعهم يشتكون من انتشار الكلاب في أحيائهم السكنية بتبوك، ويؤكدون أنهم تقدموا ببلاغات على الرقم (940)، ويأتي الرد باستلام البلاغ وسيتم تحويلها للقسم المختص؛ لكن دون نتائج ملموسة.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم أمانة منطقة تبوك مراد السرحاني لـ"سبق" أن الأمانة تعمل بشكل مستمر ضمن فرقها الرقابية؛ للقضاء على الكلاب الضالة، وتتعامل بالسرعة القصوى مع أي بلاغ يردها يخص هذا الجانب، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.