جاء قرار المحكمة الاتحادية الأمريكية بإلزام إيران بدفع 879 مليون دولار تعويضًا عن التفجير الإرهابي الذي وقع عام 1996 في أبراج الخُبر ليثلج الصدور بتحقيق العدالة ولو بعد حين، وبداية المحاسبة لنظام الملالي الدموي الإرهابي عما اقترفوه من جرم، وما عاثوا من فساد في أرجاء العالم.
وترجع الأحداث إلى يوم 25 يونيو 1996، حينما انفجرت شاحنة مفخخة بجوار أبراج الخُبر بالقرب من مقار شركة النفط الوطنية "أرامكو" في الظهران وقاعدة الملك عبد العزيز الجوية، وكانت أبراج الخُبر حينها تستخدم أماكن لإقامة قوات التحالف المكلَّفة بعملية المراقبة الجنوبية.
وأسفر الهجوم الإرهابي الأسود عن مقتل نحو 19 من أفراد القوات الجوية الأمريكية، ومواطن مدني سعودي، وأُصيب 498 من جنسيات متعددة.
أضرار هائلة
في البداية حاول الإرهابيون دخول المجمع عند نقطة التفتيش الرئيسية، وعندما منعهم أفراد الجيش الأمريكي من الدخول قاموا بإيقاف الشاحنة المفخخة بجوار المبنى الذي كان محاطًا بالأسوار، ثم انفجرت بعد مغادرتهم بنحو 3 دقائق تقريبًا.
وكانت قوة الانفجار هائلة؛ فقد تسبب حجم الانفجار في عاصفة ترابية شديدة؛ إذ تسببت قوى موجة الضغط العالي وما تبعها من قوى الفراغ في أضرار كبيرة في حد ذاتها. وكان الانفجار من القوة لدرجة الإحساس به وسماع دويه في البحرين على بُعد 32 كم تقريبًا؛ وعدّه البعض التفجير غير النووي الأكبر؛ إذ تم تزويد الشاحنة المفخخة بنحو خمسة آلاف رطل من المتفجرات البلاستيكية؛ وبالتالي عند تفجيرها حدث انفجار مشابه لانفجار 20 ألف رطل من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار.
وقد تسبب الانفجار في إحداث ضرر هائل لستة مبانٍ سكنية شاهقة في المجمع، وحُطِّمت النوافذ في جميع مباني المجمع الأخرى تقريبًا، وفي المباني المحيطة التي تقع على بُعد 1.6 كم.
وتسبب الانفجار الهائل في حُفرة كبيرة بعرض 26 مترًا، وعمق 11 مترًا حيث كانت تقف الشاحنة.
وفي أعقاب الحادث اتهم بيان رسمي صادر عن الولايات المتحدة أعضاء من حزب الله بالوقوف خلف الهجوم. وفي 2006 دانت محكمة أمريكية إيران وحزب الله بتدبير الهجوم قبل أن تُلزم إيران بدفع التعويضات لضحايا إجرامها.