

قال الدكتور محمد فضل محمد، الأكاديمي والإعلامي السوداني، إن ظاهرة السحر والشعوذة لم تكن يومًا مجرد انحراف ديني، بل هي مرض اجتماعي خطير، يهدد ثقة الإنسان بربّه ويقوّض أمنه النفسي والمجتمعي.
وأوضح "فضل" أن استمرار لجوء البعض إلى السحرة والمشعوذين لحل المشكلات الزوجية أو المالية أو النفسية، لا يُنتج إلا مزيدًا من الأوهام والخسائر، واصفًا ذلك بأنه "جريمة في حق العقيدة واعتداء على صفاء الإيمان".
وأشار إلى أن من أبرز أسباب الانجراف خلف السحر: ضعف التوحيد، وقلة التوكل على الله، والجهل الشرعي، والأزمات النفسية والاجتماعية، إضافة إلى الطمع والرغبة في الانتقام، والخوف من المستقبل.
واستدل بقول الله تعالى:
﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن: 6]،
وقوله:
﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 102].
كما أورد حديث النبي ﷺ: «من أتى عرّافًا أو كاهنًا فسأله عن شيء فصدقه، فقد كفر بما أُنزل على محمد»، رواه أحمد.
وانتقد "فضل" بعض وسائل الإعلام التي تحولت من منصات توعية إلى منصات ترويج للخرافة والعلاجات الوهمية، قائلًا: "أين الجهات التي تدّعي حماية الإنسان وحقوقه؟ أليس تخويف البسطاء والمتاجرة بآلام الناس انتهاكًا إنسانيًّا؟".
ودعا علماء الشريعة والاجتماع والإعلاميين لتحمّل مسؤوليتهم في التصدي لهذا الفكر، وتعزيز قيم الإيمان والتوكل، مشددًا على أهمية:
التوعية بخطورة السحر والكهانة.
الرقابة الإعلامية الصارمة على المروجين للخرافات.
تعزيز الإيمان في المناهج والمساجد والإعلام.
دعم العلاج الشرعي والنفسي والمجتمعي المتوازن.
وختم الدكتور "فضل" حديثه بالتأكيد أن الحرب على السحر ليست ضد أشخاص، بل ضد الجهل والخوف والوهم، داعيًا إلى ترسيخ التوحيد والثقة بالله، مستشهدًا بقول الله تعالى:
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].