أكد الداعية الشيخ محمد بن رمزان الهاجري أن التحايل بلبس الثياب لعبور نقاط التفتيش بالحج، ثم الإحرام قبل دخول مكة أو من داخلها، إثم عظيم، وأن الحج الصحيح يبدأ بأخذ التصريح. مشيرًا إلى أن المكان في المشاعر المقدسة له طاقة استيعابية محددة؛ ولذلك كان التصريح من ولاة الأمر -وفقهم الله- لمنع التكدس والتزاحم والتدافع وأذية الناس في إطار حماية الحجاج، وتوفير أسباب الطمأنينة والسلامة لهم.
جاء ذلك في تصريح خاص إلى "سبق"، أكد فيه "الهاجري" أن الواجب على المسلم أن لا يبدأ العمل الصالح وأن لا يفتتحه بمعصية وذنب ومخالفة لأمر رب العالمين الذي أمر بطاعة ولي أمر المسلمين، مستشهدًا بقوله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}. فأين الورع والتقوى؟ وما هو مفهوم التقرب إلى الله بالعمل الصالح؟
مضيفًا حتى يكون الحج صحيحًا يلزم التصريح، وإلا ليس عليك حج؛ لأنه مناط بالاستطاعة. والالتزام بالتصاريح يحقق المصلحة العامة التي تتعلق بسلامة الحجاج، والالتزام بالتصريح واجب، ولا يجوز مخالفته.
وبيَّن أن هناك بشارة لمن يرغب في الحج ولم يحصل على الترخيص والتصريح؛ فقد كتب الله له الأجر وهو في بيته؛ لورود الحديث فيمن نوى فعل الطاعة، ولم يستطع أداءها؛ إذ قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "فهما في الأجر سواء".
وأردف قائلاً: إني لأتعجب من هذا الفعل من البعض؛ إذ كيف يرتكبون هذه المخالفة الصريحة للكتاب والسنة، ومخالفة ولي الأمر، بحجة تجاوُز نقطة التفتيش؟! يا هذا، لا حاجة لارتكاب المعصية لأجل الإتيان بقربة، ولاسيما إذا كانت نافلة، فيرتكب معصية المخالفة وترك واجب الطاعة لتحقيق نافلة بالمعصية.
وقال الداعية الهاجري إن الواجب على المسلم أن يُعظّم تلبُّسه بالنسك، وإحرامه بالحج، ومن ذلك أن يكون الإحرام من المواقيت المحددة بنص الكتاب والسنة، ووجوب إحرام الحاج من الميقات وفق الاحكام الشرعية ونظام الدولة بالحصول على التصريح.. لكن بعضهم يتحايل في ذلك ممن يسكن دون المواقيت، فيذهب إلى مكة قبل الحج، ويقيم فيها أكثر من أربعة أيام، ثم يقول أنا الآن قد أقمت في مكة؛ فالإحرام يكون من سكنه في مكة؛ حتى يسلم من مساءلة نقاط التفتيش. وهذا تحايل عجيب.
وفي نهاية تصريحه قدَّم الداعية الشيخ محمد بن رمزان الهاجري نصيحة للمتحايلين على الأنظمة والتعليمات التي شرعتها الجهات الحكومية المختصة، وذلك بالوصية بتقوى الله تعالى في أداء مناسكهم على أتم وجه وعلى وفق هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الذي قال: "خذوا عني مناسككم". وليس هذا الفعل من هديه -صلى الله عليه وسلم-، ولا من هدي الصحابة والصالحين الباحثين عن رضا الله.