شهدت السنواتُ الأخيرة تطورًا كبيرًا في نسبة مشاركة المرأة السعودية في مجالات العمل المختلفة، وكذلك المناصب القيادية.
وبالعودة إلى نسب التقدم التي أحرزتها المملكة في هذا المجال، استنادًا إلى البيانات والإحصاءات الحكومية، ومنها الهيئة العامة للإحصاء؛ بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق 33.5%، في حين تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17% إلى 31.8%، متجاوزين بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30%، كما بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسّطة والعليا 30% في القطاعين العام والخاص خلال العام الماضي 2020، كما أظهرت المؤشراتُ ارتفاعَ نسبة النساء السعوديات في الخدمة المدنية إلى 41.02% بنهاية 2020.
وانخفضت البطالة بين السعوديات 15.4% في الربع الأخير من 20.5% في الربع الثالث من 2023، كما أظهرت النتائجُ المتعلقة بمؤشرات السعوديات في سنّ الشباب 15 - 24 سنة، انخفاضَ معدّل البطالة بين الشابّات السعوديات بمقدار 1.8 نقطة مئوية؛ حيث بلغ 24.2 في المائة.
أما على الجانب الآخر فقد ساعد على التقدم في هذه المؤشرات عددٌ من المبادرات والبرامج التي خصّصتْها المملكة للمرأة لدعمها في مجالات سوق العمل، لتُخرج لنا أمثلةً؛ من بينها تولّي منال اللهيبي إدارة التعليم بمحافظة جدة، في خطوة هي الأولى في تاريخ المملكة.
ومن بين هذه المبادرات: مبادرة تمكين المرأة في الخدمة المدنية وتعزيز دورها القيادي، التي تسهم في زيادة نسبة المشاركة للمرأة في جميع القطاعات الحكومية، وعلى جميع المستويات الوظيفية، من خلال استثمار طاقاتها وقدراتها وتوسيع خيارات العمل أمامها، وزيادة مشاركتها؛ لضمان تكافُؤ الفرص بين الجنسين.
كذلك مبادرة التدريب والتوجيه القيادي، التي تهدف إلى رفع نسبة النساء في المناصب القيادية المتوسّطة والعليا تحقيقًا لأهداف زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتستهدف تدريب 1700 قيادية.
بالإضافة إلى عدد من المبادرات الأخرى؛ مثل مبادرة تشجيع العمل عن بعد، ومبادرة تشجيع العمل المرن، وتوفير خدمات رعاية الأطفال للنساء العاملات "قرة"، ومبادرة "وصول" لدعم وتسهيل نقل المرأة، وبرنامج دعم التوظيف لرفع المهارات؛ حيث يكون الدعم 70% للتوظيف، و30% للتدريب، وتستحقّ المنشأةُ دعمًا إضافيًّا وفق الحالات التالية: توظيف الإناث، وتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، والتوظيف في القرى والمدن الصغيرة، والتوظيف في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والتوظيف في المهن الحرجة.
وكل ما سبق نتاج استراتيجية ناجحة أتت ثمارُها في فترة قصيرة؛ نظرًا لما وضعتْه حكومة المملكة من أهداف عميقة ضمن رؤية 2030م، الرؤية الطموحة التي أطلقها سموّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.