لم يكن تسلُّم السعودية رئاسة مجموعة العشرين الاقتصادية خلال الأسبوع الجاري بالحدث العادي بالنسبة للسعودية بصفة خاصة، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، إذا عرفنا الأبعاد الحقيقية التي يمكن أن ينطوي عليها هذا الحدث الاقتصادي المهم، وما سيسفر عنه من نتائج مثمرة على المنطقة كلها. ومن لا يصدق فعليه أن ينتظر ويترقب ويتابع.
وبعبارة أدق: علينا أن نتوقع تحقيق أعلى سقف من التطلعات والأمنيات الاقتصادية في القريب العاجل عندما ترأس السعودية - وهي دولة عربية إسلامية - اجتماعات مجموعة العشرين في قلب الرياض. كما علينا أن نكون أكثر تفاؤلاً بالمشهد الاقتصادي الذي تكون عليه منطقة الشرق الأوسط بقيادة السعودية. هذا المشهد سيكون عنوانه الأبرز "التقدم والازدهار والنمو" لشعوب المنطقة قاطبة؛ ليس لسبب سوى أن السعودية أحرص الدول على نهضة البلدان العربية والإسلامية المجاورة، وتحقيق تطلعاتها.
استلام السعودية رئاسة مجموعة العشرين - وهي المجموعة التي تحوز دولها مجتمعة 85 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، و75 في المئة من التجارة العالمية - فيه إعلان صريح ومباشر بأن السعودية مقبلة على أعتاب مرحلة جديدة كليًّا، تنتقل فيها إلى مصاف الدول الكبرى والعملاقة التي تُسهم في تحديد بوصلة الاقتصاد العالمي، وتحديد أولوياته وتوجهاته؛ بما تملك من إمكانات اقتصادية عملاقة، ليس أولها أنها أكبر مصدِّر للنفط في العالم، وليس آخرها الثقل السياسي والديني الذي جعل منها قائدة للوطن العربي، وللأمة الإسلامية.
مؤشرات نجاح اجتماعات المجموعة ظهرت مبكرًا جدًّا بإعلان السعودية برنامجًا شاملاً وطموحًا للقمة المرتقبة، ضمَّنته الملفات الاقتصادية الساخنة.
حرص السعودية على نجاح قمة العشرين بالرياض سيكون نابعًا من إيمانها القوي والراسخ بأنها لا تمثل نفسها فحسب في هذه القمة، وإنما تمثل كل الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية والآسيوية، التي لم يحالفها الحظ في الانضمام إلى تلك المجموعة؛ وبالتالي ستتحدث السعودية في القمة نيابة عن نفسها، وعن هذه الدول مجتمعة. ومن هنا تأتي أهمية قمة العشرين في الرياض، التي يترقب نتائجها وتوصياها الملايين حول العالم.
بقي التأكيد أنه لا يمكن فصل استلام السعودية لرئاسة مجموعة العشرين عن مستهدفات رؤية 2030، التي منذ إعلانها في إبريل من عام 2016، حتى هذه اللحظة، وهي تحقق فترة بعد أخرى الكثير من النجاحات والإنجازات التي يفتخر بها كل مواطن ومواطنة في الداخل، ويشهد بجدواها جميع مَن هم في الخارج. ويؤكد لنا هذا المشهد أن السعودية تسير في الطريق الصحيح، وستحقق كل ما تحلم به.