تمضي العقلية المتطرفة المحتلة في تجاهلها لما تُمثله الأرض الفلسطينية لشعبها، غير مدركة عمق هذا الارتباط الذي يمتد في التاريخ والجغرافيا والثقافة، ولا ترى في الفلسطينيين أصحاب حق، ولا تستوعب أن وجودهم على أرضهم هو حقيقة راسخة، تأبى التلاشي مهما بلغت قسوة العدوان.
ولا تؤمن هذه العقلية بأن الفلسطينيين يستحقون الحياة؛ فتسعى إلى محوهم بآلة القتل والتدمير، غير مكترثة بحجم الدمار الذي تخلفه في كل قصف، أو بعدد الأرواح التي تزهقها بلا رحمة.. ففي قطاع غزة تجسد المشهد بأبشع صوره؛ إذ طال العدوان كل شيء، وألحق أضرارًا تفوق الوصف، تاركًا وراءه جروحًا لا تندمل، وأجيالاً تشهد على ظلم لا يعرف حدًّا.
ويقدر العالم العربي والإسلامي، ومعه كل أصحاب الضمائر الحية، الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في الدفاع عن القضية الفلسطينية. ولم تتوانَ السعودية يومًا في اتخاذ موقف واضح وحازم تجاه أي محاولة للمساس بحقوق الفلسطينيين، بل كانت دائمًا في مقدمة مَن يتصدى لكل محاولات التأثير على هذا الحق أو تقويضه بأي شكل من الأشكال.
وتستخدم السعودية ثقلها السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية، وتؤكد أن الحق الفلسطيني ليس موضوعًا للمساومة، ولا يمكن لأي قوة أن تنتزع هذا الحق أو تفرض واقعًا مخالفًا للتاريخ والعدالة.. كما لم تقتصر جهودها على الجانب السياسي، بل امتدت إلى الدعم الإنساني والإغاثي؛ لتخفيف معاناة الفلسطينيين المتضررين من العدوان، وإسناد صمودهم على أرضهم.
وتواصل السعودية دورها الراسخ في الدفاع عن الحق الفلسطيني منطلقة من التزامها الديني والعروبي والإنساني. وفي الوقت الذي تسعى فيه العقلية المحتلة إلى طمس هوية الأرض وأهلها تقف السعودية أمام هذه المخططات متمسكةً بمواقفها الثابتة.