نجح فريق طبي متخصص بمركز جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر، في إنهاء معاناة مريضة في العِقد السابع من العمر، تشكو ضعفًا شديدًا وعدم القدرة على المشي والحركة منذ 6 أشهر؛ فضلًا عن صعوبة الكلام وعدم الاستجابة للحس السمعي.
ذكر ذلك الدكتور وسام العيساوي استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري رئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف أن إجراءات الفحص السريري أبانت أن المريضة تعاني من مشاكل قلبية سابقة، تم على إثرها تركيب جهاز منظم لضربات القلب.. وبإجراء التصوير الطبقي المحوري (C.T Scan) أيضًا، اتضح وجود ورم كبير بحجم (4.5×4.8×4.3) سم ضاغط على المخيخ الأيمن؛ مما سبب لها حدوث استسقاء دماغي نتيجة الضغط على قنوات تسرب السائل النخاعي، وأدى إلى تضخم في البطينات.
وأفاد الدكتور "العيساوي" بعد دراسة التاريخ المرضي ونتائج الفحوصات، بأن الفريق الطبي المعالج قرر اتخاذ قرار التدخل الجراحي، وعلاج المريضة على مرحلتين؛ الأولى بدأت بإجراء عملية محدودة استغرقت نصف ساعة، وتم فيها عمل فتحة صغيرة وتركيب جهاز (External ventricular drain) الخاص بتصريف السائل النخاعي وتخفيف الضغط على الدماغ، نُقلت بعدها المريضة لجناح التنويم؛ حيث تَحَسنت لديها الاستجابة للأوامر الصوتية، بالإضافة إلى تناول الطعام والشراب.
وأشار استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري إلى أنه بعد مرور أسبوعين على التدخل الأول، تم إجراء العملية الثانية التي استغرقت 3 ساعات، وتم فيها استخدام الميكروسكوب الجراحي (pentero) لاستئصال كامل الورم من الدماغ؛ إذ تم ذلك بنجاح تام ولله الحمد، ونُقلت بعده المريضة لجناح التنويم، ووُضعت تحت المراقبة الحثيثة على مدار الساعة للاطمئنان على مؤشراتها الحيوية.
وفي الختام أكد الدكتور وسام العيساوي أن الحالة الصحية للمريضة قد تحسنت منذ اليوم الأول، وخلال 48 ساعة استطاعت الوقوف والحركة؛ مشيرًا إلى أنها خرجت من المستشفى بعد 10 أيام وهي بصحة جيدة بفضل من الله، وخلال أسبوعين تم متابعتها بالعيادة، واتضح تَحسنها التام، وقد استطاعت المشي وبدأت ممارسة حياتها بصورة طبيعية بعد أن انتهت لديها كل الأعراض السابق ذكرها.