من هي القصواء التي رفضت الماء والطعام بعد وفاة الرسول حتى فارقت الحياة؟

محاكاة "إثراء" بمعرض الهجرة الذي يسلط الضوء على أهم حدث بالتاريخ الإسلامي
من هي القصواء التي رفضت الماء والطعام بعد وفاة الرسول حتى فارقت الحياة؟
تم النشر في

شهد معرض "الهجرة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم"، المقام بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، محاكاةً يُسلّط من خلالها الضوء على أهم حدث في التاريخ الإسلامي، وهو هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة؛ تلك الرحلة الملهمة التي شكّلت بداية التاريخ الإسلامي، وانطلاقة حضارة غيّرت تاريخ العالم كله.

ويتناول المعرض موضوع الهجرة بأسلوب معاصر، وحرصت "سبق" على زيارة المعرض، واطلعت على محطاته التفاعلية الثرية.

ويشتمل المعرض على شاشات تُوَضح مسيرة النبي من اليوم الأول والثاني، ويحمل هذا القسم مخطوطات في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، وشاشات تُوَضّح فعليًّا المناطق التي مر بها، كما ينتقل الزائر إلى قسم يلخص الأيام الثالث والرابع والخامس من الهجرة، ويوضّح طرق سير الرسول، وقصص القبائل التي تسكن في المناطق التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم مرورًا بقسم اليومين السادس والسابع للهجرة، وفيهما محاكاة لقصواء الرسول التي حملته إلى المدينة المنورة.

من هي القصواء؟

القصواء هي ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم التي حملته للمدينة المنورة؛ حيث كانت لحظة وصول الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة من أهم اللحظات التي تَضَمّنت ظهور القصواء؛ فقد تركها الرسول صلى الله عليه وسلم تتجول بحرية كي تختار موضعًا تبرك فيه، ليصبح ذلك المكان بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجده؛ وبالتالي يتفادى تفضيل أي شخص أو عائلته عند اختياره للموقع، وأصبح هذا المكان الذي بركت فيه موقعَ بيته والمسجد النبوي الذي بُنِيَ لاحقًا.

وأًصبحت مروية حياة القصواء أشبه ما يكون بالفلكلور الإسلامي؛ فقد كان لها حضور في أحداث مهمة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ومنها الدفاع عن المدينة (غزوة بدر)، وفتح مكة، وحجة الوداع، كما يروى أنه من شدة تعلق ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم وحبها له؛ لم تُطِق فراقه بعد وفاته ورفضت الماء والطعام حتى فارقت الحياة مفطورة الفؤاد بعده بفترة بسيطة.

وانطلق المعرض الذي دشنه أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز مطلع السنة الهجرية الجديدة، بحضور رفيع المستوى من مسؤولين وباحثين في الفن والتاريخ الإسلامي، ومثقفين وضيوف من مختلف دول العالم.

ويستمر المعرض لمدة تسعة أشهر، ثم ينتقل إلى كل من (الرياض وجدة والمدينة المنورة)، ثم عدد من مدن العالم؛ بهدف تسليط الضوء على واحد من أهم الأحداث المهمة في التاريخ الإسلامي، هو رحلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عام 622م من مكة إلى المدينة المنورة، التي أدت إلى ولادة مجتمع يضم اليوم أكثر من 1.5 مليار مسلم.

وقال مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" عبدالله الراشد: الهجرة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم ليس معرضًا فحسب؛ بل هو مشروع نوعي متكامل، يتم تقديمه بأسلوب معاصر، وبطريقة استثنائية وغير مسبوقة، من خلال معرض عالمي متنقل، يضم مجموعة من القطع والمقتنيات الأثرية، تشمل 14 محطة تفاعلية، وصُممت بدقة عبر خبراء محليين وعالميين، وكذلك فيلم وثائقي، وكتاب يروي قصة الهجرة.

وأضاف "الراشد": عكف المركز على إعداد وتصميم المعرض لمدة ثلاث سنوات، بمساعدة أكثر من 70 باحثًا وفنانًا، بالتعاون مع شركائنا؛ ليُخرج للعيان معرضًا ينافس المعارض الدولية، ويبتعد عن إطار التقليدية في طرق العرض.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org