شكّل انعدام أبراج الهاتف الجوال في مركز الحشرج بمحافظة تربة، عبئًا كبيرًا على المواطنين والمقيمين؛ لعدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين بمختلف الوسائل كالاتصال والإنترنت، وأصبحوا يحملون هواتفهم بلا فائدة؛ لافتين إلى أن استفادتهم من أبراج الشبكة لا تتم إلا بعد الخروج بعيدًا عن منازلهم.
وسجلت الجهات الحكومية بالمركز نفس المعاناة، وطالبت بالعديد من الخطابات ووضع الحلول المناسبة والعاجلة حتى لا تتأثر طبيعة عملهم التي تعتمد اعتمادًا كليًّا على التقنيات الحديثة التي تُستخدم من خلال الأجهزة المكتبية (الحاسب الآلي)؛ ليتم تقديم الخدمات وفق طبيعة العمل وعلى سبيل المثال مجمعات التعليم للبنين والبنات بمختلف المراحل الدراسية تحتاج إلى تواصل مستمر من الإداريين والإداريات بموقع الوزارة؛ لرصد درجات التقييم والاختبارات وغيرها من إجراءات العمل المستديمة.
وتتفاقم مشكلات المركز الصحي بالحشرج مع التطورات التقنية التي استحدثتها وزارة الصحة والمتمثلة في "حجز المواعيد" من خلال تطبيق "موعد" للاستفادة من الرعاية الصحية التي يقدّمها المركز للمواطنين؛ حيث يجد الأهالي صعوبة في تسجيل الموعد، والموظفون أيضًا يجدون صعوبة في تسجيل حضور المراجع للعيادات الطبية في المركز، بالإضافة لصعوبة أخرى يواجهها المركز الصحي بعدم القدرة في تفعيل الأعمال الإدارية التي تتطلب توفر الإنترنت في أجهزة الحاسب الآلي (البريد الإلكتروني) الذي تتم عليه المراسلات بين المركز والمركز الإشرافي بتربة الذي يبعد بمسافة الـ20 كم.
وقال مواطنون التقتهم "سبق": لقد طالبنا ولا نزال نطالب المسؤولين بـ"هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والاتصالات السعودية، وموبايلي، وزين" بنظر معاناتنا التي شكّلت أعباء كثيرة على المواطنين والمقيمين والجهات الصحية والتعليمية، والتي تؤثر سلبًا على حياتنا الأسرية والاجتماعية بفقدان وسيلة التواصل بهم.
وأضافوا: لم نجد الفائدة ولم ينظر في وضعنا بعين الاعتبار من الشركات المشغلة لشرائح الاتصال والإنترنت التي تعاقدنا معها على أن تقدم لنا أرقى الخدمات، ولم نحصل على شرائحها وخدماتها بالمجان حتى تتجاهل مطالبنا وتتعمد عدم التفاعل معنا في ظل استمرارها بالاستقطاع الشهري بإصدار الفواتير.
وفي السياق ذاته، قال مقيمون لـ"سبق": وجدنا الحيرة في أمرنا بعد أن صعب علينا التواصل بذوينا خارج المملكة؛ حيث إن التطبيقات الحديثة بالهاتف الجوال تتيح لنا التواصل معهم بصفة مستمرة بالصوت والصورة؛ إلا أن ضعف وتدني شبكة الأبراج حرمتنا التواصل معهم المباشر والمستمر، ولا نستطيع التواصل مع العالم إلا بعد الخروج عن المزارع التي نعمل ونسكن فيها، ووجدنا الأمر مختلفًا تمامًا بوسط المحافظة وفي المناطق المجاورة؛ حيث يستطيع أبناء جلدتنا التواصل مع أقاربهم بشكل مستمر؛ بل يقومون بتوثيق حياتهم اليومية ويطلعون ذويهم على تفاصيلهم اليومية في المملكة، وفي المقابل يتابع المواطن تفاصيل حياة أقاربه بالخارج ويعيش الحياة معهم لحظة بلحظة بدلًا من الحياة القديمة التي كانوا يعيشونها قبل سنوات ليست بالبعيدة، ويتبادلون حينها الرسائل البريدية مع ذويهم والتي تصل بعد عدة أيام من إرسالها.
وطالب الأهالي -عبر "سبق"- المسؤولين في الاتصالات السعودية في الطائف، بإيجاد حل لهم، وعلاج سوء شبكة الاتصال والإنترنت، وضرورة تشغيل خدمة الـ(4G) و(5G) بدلًا من الموجود الآن (3G) بواقع برج ويختفي؛ مؤكدين ضرورة إنشاء برجين للشبكة لتغطية مركز الحشرج في أقرب فرصة ممكنة حتى تعمل خدمات الاتصال والإنترنت بالمعايير والجودة المطلوبة منها التي تحقق رضا المستفيدين من المواطنين والمقيمين، وتسهم أيضًا في إنجاز الأعمال اليومية للجهات التعليمية والصحية بالحشرج.