تعتبر حفلات التخرج من أكثر الأحداث المهمة التي يمكن أن يمرَّ بها الإنسان في حياته؛ فهي احتفال بانتهاء سنوات الدراسة، وبداية الحياة العملية، وأول طريق نحو المستقبل؛ ولهذا تزخر حفلات التخرج باللحظات الخاصة والمواقف المؤثرة التي تغلب فيها مشاعر الفرحة على أي شعور آخر.
وخلال الفترة الماضية شهدت حفلات التخرج التي أُقيمت في السعودية العديد من المواقف الإنسانية المؤثرة و"الغريبة" في بعض الأحيان، التي تكشف عن طرق مختلفة للاحتفال بالتخرج.
خلال الساعات الماضية انتشر مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يرصد احتفال طلاب وطالبات جامعة تبوك بتخرجهم على طريقتهم الخاصة، بشكل أثار إعجاب الجميع؛ إذ ظهر الطلاب والطالبات في اللقطات وهم يرقصون على "الدحة" في وقت كان يتم فيه عرض الاحتفال على شاشات عملاقة.
وأوضح الفيديو أيضًا أن عددًا من الطلاب كانوا يرقصون بشكل منفصل، ويتفاعلون مع الأغاني بطريقة خاصة. كما ظهر احتفال الطالبات بطريقة منظمة للغاية بعد أن وقفن بجانب بعضهن؛ لتكون الصورة في النهاية مبهجة ومثيرة للإعجاب.
وعلى النقيض اختار عسكري سعودي أن يحتفل بتخرجه من دورة تدريب الفرد الأساسي بالترتيب الخامس على المجموعة بشكل مؤثر للغاية من أمام قبر والده؛ إذ ظهر الشاب في مقطع فيديو وهو يعلن تخرجه قائلاً: "هذا من فضل ربي، ودعوة والدَيَّ". وأضاف وهو يبكي واضعًا شهادته على قبر والده: "اليوم يا أبوي جبت شهادتي واتخرجت عسكري، الله يجعلني عند حسن ظنك في، يا أبوي يا تاج راسي أنت".
وعلق على الفيديو قائلاً: "أول من يفرح معي بالدنيا هذه كلها أبي، عسى ربي يجمعني به بجنات النعيم".
أما عائلة "المزروعي" فحصدت اهتمام وسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل بسبب احتفالهم المبهج بتخرُّج ابنتهم "شذى المزروعي"؛ إذ استقبلوها أمام بوابة جامعة جدة بالرقصات والأهازيج التي تعبِّر عن سعادتهم بتخرجها على الرغم من إعاقتها؛ ليتم تداول مقطع الفيديو على نطاق واسع، الذي يظهر احتفال والد الطالبة وجدها بتخرجها بطريقة مؤثرة للغاية، فيما تبدو علامات السعادة على الشابة التي كانت تجلس فوق كرسي متحرك.
وقالت "شذى المزروعي" عن هذا الفيديو: "لم أتوقع حضور الأسرة، وخصوصًا جدي الذي جاء يشارك رغم مرضه، إضافة إلى والدي وأفراد أسرتي كافة الذين جاؤوا لتهنئتي ومشاركتي الفرح بتخرجي في كلية القضاء والدراسات القضائية (قسم القانون العام) بمرتبة الشرف الثانية".
مشاعر أبوية
كما حركت لحظة احتضان أبوية مشاعر السعوديين بعد انتشار مقطع فيديو مؤثر للمواطن "محمد العنزي" وهو يعانق ابنته "الدكتورة عبير" عند تخرجها في كلية الطب والجراحة بجامعة تبوك، وحصولها على المركز الأول على دفعتها مع مرتبة الشرف؛ إذ ظهر وهو يصعد منصة التكريم، ويسير بفخر رغم الإعاقة؛ ليحتفل بابنته الطبيبة.
ورحب راعي الحفل، الأمير فهد بن سلطان، بوالد الطالبة بكل محبة وتقدير، مشاركًا إياه فرحته، وظهر وهو يشير للطالبة بأن تقبِّل رأس والدها كنوع من العرفان، وتقدير عظيم لفرحة الأب الذي كان يحلم بتخرج ابنته "عبير" بعد أن كانت لديه معاناة عندما تخرجت ابنته الكبرى قبل نحو ست سنوات من الجامعة ذاتها، ومن الكلية ذاتها (الطب والجراحة) بتفوق، ولكن القدر أنهى أجمل فرحة قبل اكتمالها؛ إذ توفيت بعد تخرجها بأسابيع بسيطة بعد مرض مفاجئ، لم يمهلها طويلاً.
لافتة مميزة
وقبل سنوات قليلة تصدرت فتاة سعودية المشهد بسبب تصرف مميز في حفل تخرجها من الجامعة؛ إذ فوجئت "جوري" بوجود عائلتها عند مخرج باب كلية التربية في مدينة الرياض، وعندما لاحظت وجود جميع أفراد أسرتها لمحت الفتاة والدها وقد علق لافتة كتب عليها "متخرجة.. لا تكلمني"؛ ليستقبلها الجميع على وقع الأغاني والطلقات النارية ابتهاجًا بالمناسبة السعيدة.
وفي عام 2017 شهد حفل تخرج "الطالب محمد الصبي"، المبتعث السعودي في تخصص الهندسة الصناعية بجامعة "روبرت موريس" بالولايات المتحدة، مشاهد تفطر القلوب؛ إذ كان الشاب قد توفي في حادث مروري قبيل حفل تخرجه بأسابيع؛ ليحضر نيابة عنه والده، بعدما وجهت الجامعة الدعوة لوالده لحضور التخرج نيابة عن ابنه في مشهد إنساني مؤثر.
ووقتها انتشر مقطع فيديو لوالد الطالب محمد الصبي وهو يستلم شهادته وسط تصفيق الحضور بقاعة التخرج، وأظهرت المشاهد الأب "عادل الصبي" وهو يقف على منصة الحفل، بينما يشيد منظم الحفل بابنه ومسيرته الدراسية قبل أن يسلِّمه شهادة التخرج وسط تصفيق حار من قِبل الحضور.
وفي العام نفسه شهدت السعودية واقعة مؤثرة أخرى، ولكن هذه المرة في حفل تخرُّج من المرحلة الابتدائية؛ إذ ظهر في مقطع فيديو تم تناقله على نطاق واسع حفل تخرج طلاب إحدى المدارس، ولفت الأنظار تكريم طالب ابتدائي، رحل والده عن عالمنا بشكل مفاجئ، وحين صعد الطالب إلى منصة التكريم فوجئ بتصرف المعلمين تجاهه؛ إذ التفوا حوله ليكونوا جميعًا خير عوض لأب رحل وترك ابنه وحيدًا. وظهرت البهجة والسرور على وجه الطالب الصغير، بينما رفعه أحد المدرسين إلى أعلى حتى يظهر بشكل واضح في الصورة التذكارية.