وثَّق مسافر على طريق "الرياض- القصيم" مشهدًا غريبًا للحظة الغروب فوق العاصمة الرياض، أظهر غيمة تشكَّلت على هيئة طفل، وكأنه يجلس على ظَهْر طير؛ ليُحلِّقا معًا في السماء.
وتفصيلاً، كشف المواطن عبدالكريم الماجد أنه التقط تلك الصورة، فضلاً عن مقاطع فيديو، عندما كان بسيارته على طريق القصيم ذاهبًا لقضاء الإجازة في محافظة ثادق. لافتًا إلى أن الصورة خطفت الأنظار بجمالها وغرابتها، حتى أن الكثير ممن شاهدوها اقترحوا الاشتراك بها في المسابقات العالمية لأفضل صور عام 2022م.
ويعتقد آخرون أن تفسير تلك الصورة يعود إلى ظاهرة نفسية تسمى "باريدوليا"، وهي حالة تجعل العقل يستجيب لربط ما يشاهده من أشكال عشوائية بصورة حقيقية، كأن تتخيل صورة إنسان في القمر، أو على الغيوم.
وعلى الجانب الآخر، فإن صورة الطفل الطائر لم تكن الصورة الغريبة الأولى التي تشهدها سماء السعودية؛ إذ ظهرت خلال الفترة الماضية مجموعة من الصور غير المألوفة التي أثارت جدلاً واسعًا.
مؤخرًا شاهد سكان السعودية ومصر والأردن عددًا من الأجرام المضيئة، التي ظهرت في السماء تتحرك متراصة خلف بعضها كقطار من النجوم. فيما كشف الفلكي ملهم هندي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، حقيقة الأمر، وأوضح أن هذه الأجسام عبارة عن أقمار صناعية لمشروع ستارلينك التابع لشركة سبيس إكس، الذي يستهدف تغطية الأرض بخدمات النطاق والإنترنت الفضائي بأسعار زهيدة. مضيفًا بأن الصورة التي أثارت اهتمام السعوديين صادف مرورها بعد غروب الشمس، أو قبل شروق الشمس بحدود ساعتَين.
وقبل سنوات شهدت سماء السعودية ظاهرة غريبة، تسببت في جدل كبير بمختلف أرجاء السعودية؛ إذ ظهرت فجوات عملاقة في السماء، أثارت اهتمام الجميع بسبب شكلها الغريب والمرعب أيضًا بالنسبة للبعض، ووقتها أوضح الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ في جامعة القصيم سابقًا، عبر تويتر أن هذه الظاهرة تسمى ظاهرة السُّحب المثقوبة، وأوضح أن الطائرات في السماء تلعب دورًا مهمًّا في تكوين السُّحب بهذا الشكل؛ إذ تمنع قطرات الماء من التجمد؛ فعندما تنخفض درجات الحرارة، وتصل إلى أقل من الصفر، يتجمد جزء من المياه، ولا يتجمد الجزء الآخر بسبب الطائرات.
وحينها كشف "المسند" أن هذه الظاهرة تم رصدها لأول مرة في السعودية منذ 50 عامًا تقريبًا؛ لذا هي تُعد ظاهرة نادرة.
وفي السابق شهدت محافظة الطائف مشهدًا ساحرًا بعدما غطى الضباب الكثيف أعالي قمم الهدا والشفا على ارتفاع نحو 2700 متر عن سطح البحر؛ ليشكِّل لوحة بانورامية، جذبت العيون للمكان؛ إذ ظهر في الصور التي لاقت انتشارًا واسعًا وكأن الضباب يعانق بكثافة عالية مركزَي الهدا والشفا وجبال محافظة الطائف بلونه ناصع البياض، مُشكِّلا لوحة بديعة، تلفت الأنظار لزائري مدينة الورد وعروس المصائف من داخل السعودية وخارجها. كما صاحبت كميات الضباب الكثيفة رذاذ الأمطار، وأكسبت المكان أبهى حلل الجمال لطبيعة الهدا والشفا الساحرة.
وفي وقت مضى شهدت سماء السعودية مشهدًا غريبًا، وثَّقه الكثيرون بسبب ندرته؛ إذ بدت السماء وكأنها ممتلئة بالكرات النارية المتوهجة، وهي الظاهرة التي كشف العلماء أنها تسمى "شهب القيثاريات"، وهي ظاهرة فلكية فريدة، تم رؤيتها في السعودية بالعين المجردة.
وتشتهر "القيثاريات" بإنتاج شُهب شديدة السطوع وسريعة، وكذلك الكرات النارية أحيانًا، وتترك ألمع شهبها غبارًا متوهجًا خلفها، يمكن رؤيته لثوان عدة، وتنتج عند ذروتها عادة ما يصل إلى قرابة 18 شهابًا في الساعة في ظروف رصد مثالية.
في عام 2018 كانت سماء مكة المكرمة على موعد مع صورة غريبة، جرى تداولها بشكل واسع معبِّرين عن دهشتهم؛ وذلك بعدما شاهدوا جسمًا مضيئًا في السماء، وعجزوا عن تفسير ما يحدث، حتى خرج الباحث الفلكي ملهم هندي ليكشف أن هذا الجسم الغريب الذي أثار الجدل ما هو إلا المحطة الفضائية الدولية، وهي المحطة التي يتم الإشراف عليها دوليًّا، وتدور على ارتفاع 390 كيلومترًا عن سطح كوكب الأرض، بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة، حينما كانت تمرُّ بسماء السعودية.
وفي نهاية عام 2019 تداول الآلاف من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو، تُبيِّن لحظة ظهور جسم غريب في سماء مدن عدة في السعودية، خاصة حائل والقصيم وأجزاء من سماء الرياض، وفيها ظهر جسم غريب، تباينت الآراء حوله، وحينها قال الفلكي السعودي ملهم هندي: "شاهد بعض سكان وسط وشمال السعودية جسمًا غريبًا في السماء يحترق، وله ذيل طويل على ما يبدو"، حسب وصف مَن نقل. والفيديوهات تؤكد أن الجسم الصناعي أجزاء من صاروخ أو قمر صناعي خارج الخدمة، وأقرب الاحتمالات أنه محرك صاروخ سوفييتي، كان يُتوقَّع سقوطه تلك الليلة، وتوقيت مروره فوق السعودية كان قرابة الـ١١م.
وأضاف: "الأدلة تقود إلى محرك صاروخ سوفييتي، أُطلق منذ ٢٠٠٨م، حجمه مثل طاولة طعام، اسمه SL-12 R/ BAUX MOTOR ، كان يُتوقع سقوطه ذلك اليوم، ويمر في توقيت رؤيته نفسه فوق السعودية. وننتظر التحديثات لزيادة التأكد".
وفي مشهد بديع، ظهر في السماء بمنطقة القصيم العام الماضي، بدت طبقات الجو وقد انفصلت بشكل بديع، أثارت إعجاب أبناء السعودية.
وعن هذا قال الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، عبر حسابه في تويتر: يحدث أحيانًا أن الرطوبة تفصل بين طبقتين؛ فتظهر على شكل خط كذنب السرحان مع مغيب الشمس كما حصل اليوم في القصيم. كما أن هذه الظاهرة تحدث في السواحل الغربية في موسم الغبيرة.