آخرها ولادة في الجو.. مواقف إنسانية لا تُنسى أبطالها أطباء وممرضون سعوديون

"سبق" تستعرض عددًا من الحالات التي أبرزت قدرات ومهارات الكوادر الوطنية
آخرها ولادة في الجو.. مواقف إنسانية لا تُنسى أبطالها أطباء وممرضون سعوديون
تم النشر في

سطرت الرعاية الصحية في المملكة أحرفًا من "الإنسانية" في كل مناسبة، وتسجل مواقف معبّرة بفضل الكفاءة، سواء في مجال الطب أو التمريض، وهو ما يظهر يوميًّا في الكثير من الحالات الطبية الحرجة التي يُكتب لها النجاة بفضل النظام الصحي المميز، وما يمتلكه من كوادر مدرّبة على التعامل مع مختلف الحالات حتى في أصعب الظروف.

ولادة في الجو

وخلال الساعات الماضية تصاعدت الإشادة بموقف إنساني مهم بطله هو الدكتور "ملفي الخنجر"، طبيب الصحة العامة، الذي تطوّع لإنقاذ سيدة حامل على متن طائرة الخطوط الجوية البروناوية المتجهة إلى أستراليا، بعد أن أطلق طاقم الطائرة نداء للاستفسار عن وجود طبيب على متن الرحلة.

وكانت البداية حينما فوجئ الطبيب السعودي بعد نصف ساعة من الإقلاع بصدور نداء من طاقم الطائرة للركاب للاستفسار عن وجود طبيب، وحينما قدّم نفسه تبين وجود سيدة فلبينية تعاني من آلام المخاض، وكانت في الأسبوع الـ38 من الحمل، وبعد الفحص الجسدي اتضح أنها على وشك الولادة، وهنا طلب الطبيب من طاقم العمل تجهيز المعدات المتوفرة حتى وُلد الطفل على متن الطائرة، ليتابع بعدها الطبيب حالة الأم والطفل طوال الرحلة التي استغرقت 3 ساعات، لينتهي الأمر بالسعادة التي عمّت الأرجاء بعدما نجح الطبيب السعودي في إنقاذ حياة السيدة في ظل ظروف صعبة.

انقلاب اللسان

ولم يكن ذلك هو الموقف الإنساني الوحيد الذي أثبتت فيه الكوادر الصحية السعودية كفاءتها؛ فقبل سنوات نجح الدكتور سالم فهد الرديعان في إنقاذ طفلة تبلغ من العمر 4 أعوام من موت محقق بعدما أصيبت عقب إقلاع الطائرة التي كانا يستقلانها بـ10 دقائق، بحالة تشنج، وقد انقلب على إثرها لسان الصغيرة؛ مما أدّى إلى انسداد مجرى الهواء والتنفس؛ حيث تدخلت العناية الإلهية لإنقاذ الفتاة، بعدما قام الطبيب بعمل الإسعافات الأولية التي ساهمت في حصولها على حياة جديدة.

300 عملية بتر

وقبل أشهر من الآن حصد الدكتور عايض الشهراني، رئيس قسم جراحات العظام بمستشفى عسير المركزي، على اهتمام الجميع، بعد الكشف عن أنه نجح في إنقاذ 300 طرف كانت معرّضة للبتر عبر عمليات معقّدة، في الوقت الذي قرّر فيه أطباء آخرون إجراء عمليات بتر لنفس الأشخاص؛ حيث نجحوا في المستشفى في تعويض هذه العظام المفقودة عن طريق عمليات نقل العظام، وذلك لحالات الكسور المعقدة التي تعاني من عدم الالتئام، بالإضافة للمصابة بالتهابات بكتيرية مزمنة، بخلاف تشوهات الأطراف.

وذكر الدكتور عايض في مقطع فيديو نشره مركز التواصل الحكومي، أن أكثر موقف تأثر به عندما أرسل صورة أحد المرضى وهو يطوف حول الكعبة، بعد أن نجحت عمليته؛ ما مكنه من الطواف على قدميه.

إنعاش قلبي على الطريق

أمّا الممرضة "غزل العنزي" فقد حصدت الإعجاب بعد موقف بطولي لها استطاعت فيه إنقاذ حياة شاب من موت محقق، فأثناء تواجدها بحي الخالدية بمدينة حفر الباطن صادفت مصابًا إثر حادث مروري في شارع يخلو من المارة وحركة المركبات في ساعات متأخرة من الليل؛ مما دفعها لإنقاذ الشاب المصاب وعمل الإسعافات الأولية له، لتتحول حياة الشاب بعدما كان يعاني من انخفاض في النبض، ونقص حاد في نسبة الأكسجين.

وقالت العنزي: المصاب كان ممددًا على الأرض، وبقربه شخص آخر يحاول أن يلقنه الشهادة، وحين مشاهدتي الموقف فورًا قمت بالنزول من سيارتي والتوجه إلى المصاب، وعلى الفور قمت بعمل إنعاش قلب رئوي والتعامل مع الحالة مع إجراءات الإسعافات الأولية، واستجاب بسرعة ورجع نبضه طبيعيًّا، فلم يكن لديه أي جروح سطحية، بعدها تم الاتصال بالإسعاف لنقله للمستشفى، كما قمت بالتواصل والاطمئنان على المصاب بعد نقله للمستشفى وهو بصحة جيدة".

نجاة من الغرق

وفي العام الماضي تمكنت ممرضة سعودية من إنقاذ طفلتين من الغرق على شاطئ محافظة بيش بمنطقة جازان، بعدما ابتعدت الطفلتان المصريتان داخل المياه العميقة وسط غياب والديهما لتسحبهما أمواج البحر للداخل، وفي تلك الأثناء وبينما كانت الممرضة أسرار إبراهيم أبوراسين تقوم بتوثيق رحلتها للبحر برفقة عائلتها عبر منصة السناب شات؛ التقطت الطفلتين وهما تصارعان الأمواج، وعلى الفور اتجهت لهما وأمسكت بهما واستعادتهما بمعاونة رجلين لحقا بها للشاطئ، وتم بعد ذلك عمل الإسعافات الأولية لهما حتى تمت استعادة التنفس ليتم بعد ذلك نقلهما بسيارة الإسعاف لمستشفى مسلية بمحافظة بيش لإجراء الفحوصات اللازمة.

نجدة معتمرة عن بُعد

وقبل أسابيع قليلة تمكّن طبيب سعودي من إنقاذ حياة امرأة معتمرة داخل أروقة المسجد الحرام في مكة المكرمة، تعرضت لجلطة دماغية مفاجئة أثناء أدائها مناسك الحج، رغم أن تدخله الطبي تم عن بُعد؛ حيث سارع الفريق الإسعافي بنقل السيدة التي تبلغ من العمر 62 عامًا إلى مركز طوارئ الحرم بعد شعورها بالضعف العام في الجهة اليسرى من جسمها وإصابتها بارتخاء في عضلات الوجه ونقص في مستوى الوعي، تم التقييم الأولي على اشتباه جلطة دماغية لتنقل على الفور إلى مستشفى أجياد للطوارئ.

وبعد إجراء أشعة مقطعية ثبتت صحة التشخيص الأولي، وعلى الفور تمت معالجة الحالة من قبل استشاري الأعصاب والسكتات الدماغية بمستشفى صحة الافتراضي في العاصمة السعودية الرياض، وذلك عبر تقنية الطب الاتصالي ضمن مشروع "السكتة الدماغية" الذي يضم فريق أعصاب وسكتات دماغية للتدخل السريع على مدار الساعة.

غيبوبة سكر

ولم تقتصر المواقف البطولية للأطباء السعوديين على حدود الوطن، ولكن امتدت خارجه أيضًا؛ ففي عام 2015 احتفت وسائل إعلام عالمية بالطبيب السعودي المبتعث في بريطانيا وليد الثبيتي، الذي سجّلَ عملًا إنسانيًّا بإنقاذه أحد المواطنين البريطانيين الذي سقط فجأة بالطريق، من خلال استعمال وسائل الإسعاف بسرعة بديهة لإنعاش المريض إثر غيبوبة سكر فاجأته، وتعامل معها، قبل أن تحضر فرقة الإسعاف وتقوم بنقله.

تنفس صناعي

كما شغل الطبيب السعودي عبدالعزيز المحليسي وسائل الإعلام الأمريكية بعدما نجح في إنقاذ حياة شاب أمريكي انقلبت سيارته على الطريق العام وكاد يلقى حتفه، فقام بتقديم الإسعاف الأولي حتى وصول وحدات الطوارئ، دون أن يفكر أن يحمي نفسه من اتصال مباشر من شخص مجهول ينزف دمًا في ساعات الفجر الأولى، فلم يتردد للحظة وبدأ بإجراء تنفس صناعي للشاب بينما كان يصارع الموت.

وحينها قال الطبيب إنه لاحظ انقلاب السيارة على جسر “كي” الذي يربط واشنطن بولاية فريجينيا، فأوقف سيارته حين وجد الشاب مضرجًا بالدماء، فقام بجس النبض الذي كان ضعيفًا، وقام بإجراء عملية التنفس الصناعي لمدة خمس دقائق كانت فارقة لإبقائه على قيد الحياة إلى أن وصل طاقم الإسعاف.

لحظات حرجة

وقبل عامين فوجئت فتاة كويتية حضرت إلى باريس باعتذار طبيبها الفرنسي في اللحظات الأخيرة، عن إجراء عملية لإزالة ورم دماغي، مُعللًا قراره بتفشي جائحة فيروس كورونا المستجدّ، إلا أن القدر سخّر لها جراحًا سعوديًّا بمستشفى مدينة كولمار، توصّلت إليه أسرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليتولّى المهمة التي تكللت بالنجاح.

وقال الدكتور "هاني الجهني": إن الفتاة أنهت الفحوصات والتجهيزات استعدادًا لإجراء العملية، ولكن فوجئت باعتذار البروفيسور الفرنسي، وهو أحد أشهر الجراحين في أورام قاع الجمجمة بأكبر مركز لجراحة الدماغ، بسبب تفشي الجائحة وتكدس وحدات العناية المركزة بالمرضى المصابين، رغم أن حالة الفتاة مستعجلة بسبب تعرضها لحالات الصرع، وعلى إثر ذلك تواصلت الملحقية الطبية الكويتية مع عدد من المستشفيات الشهيرة في فرنسا لمساعدة الفتاة على إجراء العملية، غير أن قوبلت طلباتها بالرفض، في حين تمكّن أخوها من التواصل مع الجراح السعودي عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتبعته الملحقية الكويتية بالتواصل معه مباشرة في هذا الشأن.

ولم يتردد الدكتور الجهني في مخاطبة المستشفى الذي يعمل به لإجراء العملية للفتاة، لكن إدارته رفضت الطلب؛ كون المستشفى يقع في أكثر المناطق المنكوبة بالبلاد، ومع تكراره الطلب وتردده على الإدارة لمدة أسبوعين تمت الموافقة، ليتمكن من إنقاذ حياة الشابة بعدما تخلى عنها طبيبها الفرنسي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org