آفة "البق الدقيقي" هل ستحرم "جبال جازان" من فرحة حصد "البن الخولاني"
يعاني المزارعون في المحافظات الجبلية بمنطقة جازان، تحديدًا في محافظة فيفاء، بسبب انتشار آفة زراعية يطلق عليها "البق الدقيقي"، أدت إلى تلف المحاصيل الزراعية وسط حلول بدائية ومحاولات عقيمة.
وتفصيلاً، يقول المهندس الزراعي محمد موسى الفيفي في حديثه لـ"سبق": إن "حشرة البق الدقيقي انتشرت في الآونة الأخيرة انتشار فظيع، فالحشرة تتكاثر بالبيض وتضع الأنثى من 200 إلى 600 بيضة".
القضاء على المحاصيل
وحول انتشار "البق الدقيقي" قال "الفيفي": "أصاب جميع المحاصيل تقريبًا؛ كالمانجو والجوافة والنباتات البرية الأخرى مصابة ووصلت الآفة إلى شتلات البن، وأشد إصابة كانت في أشجار الباباي، إذ قضى البق الدقيقي على الباباي قضاءً تامًا".
البن في خطر
وأضاف "الفيفي": "ننتظر دور وزارة البيئة والمياه والزراعة للمساعدة في مكافحة هذه الآفة، خصوصًا الآن وقد قضت على شتلات البن، فلديّ 700 شتلة كلها مصابة بحشرة "البق الدقيقي"، وقد أُصيبت مزرعة جاري وتضررت أشجار البن، أما أشجار البابايا فقد اضطر إلى قطعها وحرقها".
حشرة مختلفة
وأردف "الفيفي": "حشرة "البق الدقيقي" تختلف عن الحشرة الموجودة في نبات البلس، فهي ليست الحشرة التي جلبتها وزارة البيئة والمياه والزراعة لمكافحة البلس".
جهود بدائية
وأضاف "يكافح بعض المزارعين بالمبيدات والبعض يكافحها بالصابون وآخرون يكافحها بزيت، ولكن إذا انتشرت الإصابة وأصبحت كثيرة ومكثفة لا يفيد معها سوى المبيدات الكيماوية. وحتى الآن؛ مكافحة الحشرة هي باجتهادات فردية، ووزارة البيئة دورها يقتصر على توزيع مبيدات إذا كان لديهم، والمزارع يتصرف بالمبيد بمفرده".
بحث عن حلول
وقال "الفيفي": "قبل أيام وصلت لجنة تضم أكاديميين من جامعة الملك سعود متخصصين في الفطريات والحشرات، فننتظر تقريرهم ليصل وزارة البيئة، وبإذن الله أن تكون ردة فعل الوزارة قوية على هذه الحشرة، لتساعدنا في القضاء على هذه الآفة".
محاولات عقيمة
وعلّق "الفيفي" على الجهود الفردية بقوله: "لا أحد يستطيع! فقد أكافح في المزرعة، ولكنها موجودة في النباتات البرية خارج المزرعة، فبمجرد أن تنتهي في المزرعة، إلا وعادت إليها مرة ثانية من النباتات المجاورة، فلا بد من مكافحتها بمجهود كبير يعتمد على الدولة، أما المزارع بنفسه فلا يستطيع مكافحتها".
بداية الآفة
وعن بداية انتشار "البق الدقيقي" ذكر" الفيفي" أنها كانت إصابة بسيطة على ثمار القشطة التي تسمى محليًا "السفرجل"، وكانت بسيطة جدًا وتستطيع غسلها بالماء وإزالتها، ولكن قبل سنة فقط انتشرت انتشارًا فظيعًا وعمّت كل النباتات".
الآفة تصل "المانجو"
وتابع "الفيفي": "من المحاصيل المصابة "المانجو" فقد تساقطت الثمار كلها بفعل الإصابة، لأن الحشرة تمتص العصارة من سطح النبات، وتصيب الساق والثمرة والزهرة والورق، وتمتص العصارة حتى تقضي على النبات، وتوجد نباتات جفت تمامًا بفعل هذه الحشرة".
غياب الدراسات
وعن وجود دراسة علمية أو بحث متخصص عن هذه الآفة قال" الفيفي": "إلى الآن لا يوجد أي بحث علمي عن الحشرة، كل الأعمال هي اجتهادات فردية، وقد تم التعرف على الحشرة قبل مجيء الفريق العلمي، وأُبلغت بانتشارها في بني مالك".
حلول مؤقتة
ومن طرق وحلول مكافحة الآفة يوصي "الفيفي" برش الشجرة المصابة بالمبيد الكيماوي، والانتظار حتى تنتهي فترة التحريم، واستخدام التركيز الموصى به على العبوة، ولا يزاد في التركيز، فمعظم الخضار والفواكه التي نأكلها ترش بالمبيدات."
مناشدة عاجلة
وناشد" الفيفي" المسؤولين إلى وجود فرق من وزارة البيئة والمياه والزراعة مجهزة بمواطير رش ومبيدات وزيت معدني، فالأخير يعمل على اختراق طبقة الندوة العسلية التي تسببها الحشرة، ويتم مكافحتها، وإلا سيزيد انتشارها يومًا بعد يوم.
في عهدة الوزير
وختم "الفيفي" بقوله: "أبلغت بانتشار حشرة "البق الدقيقي" وانتشار فطر آخر يصيب شتلات البن اسمه "فيوزاريوم"، وأرسلَت الوزارة خبراء ودرسوها وتأكدوا من صحة ما ذكرت، وأخذوا صورًا وعيّنات، وننتظر من الوزارة قيامها بإجراء لمحاربتها والقضاء عليها.