أبدع "لا فابريكا" وألف مشروع عالمي بارز.. مَن مصمم المجمع الملكي للفنون؟

تحظى إبداعاته المعمارية بالتقدير بسبب الترابط بين القضايا الاجتماعية والمكانية والتقنية
المجمع الملكي للفنون بحديقة الملك سلمان
المجمع الملكي للفنون بحديقة الملك سلمان
تم النشر في

في خطوة جديدة تعكس الواقع الثقافي المزدهر الذي تعيشه المملكة، أعلن مجلس إدارة حديقة الملك سلمان برئاسة سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ـ حفظه الله ـ عن إطلاق الأعمال الإنشائية بالمجمع الملكي للفنون في مدينة الرياض على مساحة تزيد على 500 ألف متر مُربع.

ويُعد المجمع الملكي للفنون أحد أهم معالم مشروع حديقة الملك سلمان؛ الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ أيده الله ـ في 19 مارس 2019، بمتابعة واهتمام من سمو ولي العهد.

واستعان المجمع في تصميمه بإبداعات المعماري الإسباني الشهير ريكاردو بوفيل، والذي رحل عن دنيانا في يناير الماضي تاركًا إرثًا عظيمًا من التصميمات الثورية والخلابة، والمشروعات المعمارية العالمية البارزة في الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا.

مَن "بوفيل"؟

"بوفيل" هو مهندس معماري إسباني مشهود ببراعته، ولد عام 1939، وغيبه الموت قبل أشهر قليلة في يناير 2022، وهو أحد المهندسين المعماريين في مستهل عصر ما بعد الحداثة، والذي وُصف بأنه أحد أشهر المهندسين المعماريين في أوروبا وأغزرهم عطاءً في القرن الماضي، والذي توسعت مسيرته المهنية من قوارير العطور إلى التخطيط الحضري مع كل شيء بينهم، وأنجز أكثر من 1000 مشروع في أكثر من 50 دولة.

توصف هندسته المعمارية بأنها حساسة ثقافيًا، مع التمحيص المستمر في التقاليد والماضي كوسيلة لابتكار حلول تصميمية جديدة للقضايا الاجتماعية المعاصرة.

وأسهمت نشأة المعماري الإسباني العالمي في كاتالونيا في نظرته ومسيرته المعمارية البارزة، فقد طور اهتمامًا كبيرًا بالهندسة المعمارية لأنطونيو غاودي (من أشهر المهندسين المعماريين الاسبان)، خصوصًا في التفاصيل البنائية، والحرفية الكتالونية التقليدية.

أبرز أعماله

يمتلك المعماري الراحل أكثر من ألف مشروع عالمي بارز في أكثر من 50 دولة حول العالم، وتحظى إبداعاته المعمارية بالتقدير بسبب الترابط بين القضايا الاجتماعية والمكانية والتقنية لحل مشاكل الحياة الحديثة في ظل وجود جماليات وقيم التاريخ.. ومن أبرزهم:

1- لا فابريكا

في عام 1973م، كتشف "بوفيل" مصنعًا مهجورًا للأسمنت في حالة خراب جزئي في منطقة خالية من الأشجار في ضواحي برشلونة، ولكن في غضون عامين تقريبًا أعاد المهندس المعماري الحياة إلى المصنع من خلال تحويله إلى ما أسماه بـ"لا فابريكا"، والذي أصبح مكتبه المعماري ومنزله، موضحًا أنه يريد العيش هناك من أجل متعة التحدي! فيما نُظفت الصوامع المتبقية من الأسمنت وأصبحت مكاتب، ومختبر نماذج، وأرشيفات، ومكتبة، وغرفة عرض، وشققًا سكنية، بينما أقيمت منطقة المعارض والحفلات الموسيقية والمحاضرات في مساحة تعرف باسم "الكاتدرائية". يبرزالمصنع اليوم في وسط الحدائق المليئة بأشجار الأوكالبتوس والنخيل والزيتون والسرو.

2- والدِن-7

هو مجمع سكني ضخم يمثل مرحلة ثانية غزيرة ومبتكرة من أعمال "بوفيل" التي استغرقت معظم فترة السبعينيات من القرن العشرين، حيث يقع على مساحة إجمالية تبلغ 40.000 متر مربع، ويتكون من أربعة عشر طابقًا من 446 شقة، موزعة على خمسة أفنية.

يجمع "والدِن-7" المجتمع الطوباوي، فبمجرد دخول الزائر إلى إحدى الساحات، تشكل ألوان الأزرق والأخضر والذهبي الساطعة الارتفاع الداخلي لهذه الساحات، ومئات الشرفات والجسور والزوايا، لتجزيء مثل هذا المبنى الضخم ليصبح أكثر إنسانية النسب من خلال إنشاء عدد لا يحصى من المساحات الخاصة. يعد "والدن -7" تنفيذًا ناجحًا لفكرته "مدينة في الفضاء" ومكانًا كان قادرًا فيه على تعزيز التفاعل الاجتماعي.

3- قرية هواري بومدين الزراعية

بناء على طلب من الحكومة الجزائرية، تم بناء قرية هواري بومدين لإيواء العمال الزراعيين في المنطقة شبه الصحراوية في عبادلة في غرب الجزائر؛ وذلك في محاولة لتشجيع الزراعة في المنطقة، حيث اختارت الحكومة "بوفيل" بسبب خبرته في معالجة مشاكل الإسكان في مجموعة من البلدان المختلفة في جميع أنحاء العالم.

هذه القرية التي تم إنشاؤها في شكل كتلة، تدور حول ساحة مركزية كبيرة مثل تلك الموجودة في معظم البلدات العربية، وكما هو الحال في الكثير من أعمال "بوفيل"، فقد أدرك قوة الفضاء العام باعتباره المنبر الذي ترتبط فيه المجتمعات ببعضها بعضًا، سواء كان ذلك كمكان اجتماع، أو سوق، أو مركز للاحتفالات والاحتفالات.

تتميز القرية بالأشكال الهندسية والخطوط النظيفة التي تذكر بالعمارة التقليدية للبحر المتوسط والعربية، في حين أن الدراما الإضافية تأتي من قطع دائرية واسعة وممرات مقنطرة تُسهم بمساعدة شمس شمال إفريقيا الشديدة، في إلقاء ظلال جميلة على الأرض.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org