"أبو الجدائل" يروي بداية عادة "عيدية الأطفال" في جدة: بدأت منذ 90 عامًا
منذُ تسعين عامًا لا تزال معايدة الأطفال عادة مستمرة في جدة، ومع إطلالة أول أيام العيد تبدأ مراسم الزيارات وأوائل من تتم زيارتهم هم كبار العائلة كالجد وإخوانه وأخواته، والأعمام والعمات، والخالات والأخوال، وأبناء العمومة والجيران والاصدقاء لتهنئتهم بقدوم العيد السعيد.
وأوضح المهتم بتاريخ جُدة خالد أبو الجدائل أن "إحدى العادات الجميلة في مجتمع مدينة جدة، والتي ما زالت موجودة حتى يومنا هذا؛ هو اصطحاب الآباء أبناءَهم معهم لمعايدة كبير العائلة، والجد والجدة والأعمام والأخوال، وهذه الزيارة لها معانٍ عظيمة في نفوس كبار العائلة؛ حيث تدخل السرور والحبور على قلوبهم وتسعدهم كثيرًا".
وأضاف: "تعبيرًا منهم عن السعادة لزيارة الأطفال ومعايدتهم، واحتفاء بمقدمهم؛ يمنح كل طفل ما يعرف حتى وقتنا الحاضر "بالعيدية"؛ وهي في الغالب مبلغ مالي يسلم في يد الأطفال".
وأضاف: "من المؤكد أن العيدية عادة اجتماعية قديمة يمتدّ تاريخها لقرون، فقبل ما يزيد على 90 عامًا، كانت عيدية الطفل عبارة عن عدد من الهللات أو القروش، وهناك من يعايد على الطفل بربع ريال أو نصف ريال أو ريال من الفضة، حسب قدرتهم المالية".
وقال "أبو الجدائل": "استمرت عادة تقديم العيديات جيلًا بعد جيل، ومع مرور الزمن أصبح البعض يمنح الطفل عيدية من فئة الريال "الورقي" والخمسة والعشرة الريال ومضاعفاتها".
فيما اعتاد البعض تقديم بعض الألعاب التي تناسب أعمار الأطفال والحلويات كعيدية.
ولا تقتصر العيدية على فئة الأطفال، بل تعطى حتى جيل الشباب الذين ما يزالون في المراحل الدراسية والتعليمية، أما البنات فتستمر العيدية تُقدم لهن حتى بعد زواجهن.